وإن لينت لقرابتك ولذي الجاه والسلطان وأقمت الحد (1) على الضعيف والجاهل, دون القوي والعالم, فقد
عصيت (2) بذلك, وإن غضبت (3) لنفسك في إنكارك حيث ينل (4) منك فلا (5) بد لك في علمك (6) من أن تكون [حكيما] (7) حليما, ولا بد في العمل (8) من الإخلاص, قال الله تعالى { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } (9) وقال تعالى: { أشداء على الكفار رحماء بينهم } (10) فليكن رفقك بالمبتدع والجاهل حتى تردهما عن ارتكباه بلين.
ولتكن شدتك على الضال الكافر, ومع هذا فارحم (11) المبتلى, واحمد الله على العافية, { كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم [فتبينوا] } (12) (13).
وانظر إلى نفسك وقت النهي عن المنكر وعند الأمر بالمعروف بعين المقت, وانظر إلى أخيك العاصي الجاهل (14) بعين الرحمة, من غير أن تترك أوامر الله [تعالى] (15) أو حدا من حدود الله (16).
Page 28