عهد الخليفة الفاطمي «العزيز بالله » سنة 381 ه. ويبدو أنه فتح الطريق لأبناء قبيلته لينتقلوا إلى الشام ، فنجده يرسل القائد «أبا تميم سليمان بن جعفر بن فلاح الكتامي» إلى دمشق. ثم يقوم أبو تميم هذا بوضع أخيه «علي بن جعفر ابن فلاح الكتامي» واليا على طرابلس سنة 386 ه.
ثم نطالع اسم القاضي «أبي طالب الحسن بن عمار» الملقب بأمين الدولة ، في سنة 457 ه ، 1065 م. عندما دخل طرابلس «الأمير حصن الدولة حيدرة بن منذر بن النعمان» حيث ساعده أبو طالب في الاستيلاء عليها وانتزاعها من بني أبي الفتح. وهذا ينفي ما ذهب إليه الدكتور السيد عبد العزيز سالم من أن «مختار الدولة بن نزال» كان واليا على طرابلس من سنة 407 ه حتى 462 ه.
واستمر أمين الدولة ابن عمار على ولائه للدولة الفاطمية من سنة 457 حتى سنة 462 ه 1070 م. حيث أعلن استقلال طرابلس عن الفاطميين.
ولم يطل حكم أمين الدولة بعد استقلاله بطرابلس ، إذ توفي سنة 464 ه ، 1072 م. وبعد صراع على الحكم تم لجلال الملك ابن أخ أمين الدولة الانفراد بحكم طرابلس. وطالت مدته فيها حتى توفى 492 ه. وقد شهدت طرابلس في عهده ازدهارا ورخاء عظيمين. ففي عهده اتسعت رقعة إمارة طرابلس المستقلة. ودخلت جبلة وعرقة وانطرطوس وجبيل في حوزته. وكانت طرابلس تبعث الحكام والقضاة والخطباء إلى تلك البلاد. ومن الذين بعثتهم طرابلس القاضي «ابن النقار» حيث تولى الخطابة في جبلة حتى حاصرها الصليبيون. وجلال الملك هو الذي قام بتجديد دار العلم بطرابلس ، وبنى
Page 204