كانت الشجاعة والفروسية وروح المغامرة بالإضافة إلى الكرم والفصاحة والشعر والسماحة هي الصفات التي اتصف بها أفراد الأسرة الحمدانية.
لقد كانوا محاربين ، يخوضون المعارك بقلوب من حديد ، وهم بعد ذلك فصحاء يقولون الشعر عذبا ، فمنهم أبو فراس الشاعر الأمير ، ومنهم أبو زهير المهلهل الذي يشهد له المتنبي ، على بخله في إطراء الشعر ، قائلا : «قد تحوزت في قولي وأعفيت طبعي ، واغتنمت الراحة منذ فارقت آل حمدان ، وفيهم من يقول :
وقد علمت بما لاقته منا
قبائل يعرب وبني نزار
ولم يكن أبو الطيب يقصد بهذه الإشارة إلا أبا زهير مهلهلا.
ومنهم أبو العشائر ، ابن عم سيف الدولة ، وهو صاحب شعر جميل ، ومنهم أبو وائل تغلب بن داوود بن حمدان الشاعر الرقيق ، وغير أولئك كثيرون.
ثم هم بعد ذلك أصحاب كرم وسماحة ونجدة وغيرة.
وبطل الحمدانيين هو علي بن عبدالله بن حمدان الملقب بسيف الدولة المولود سنة 303 ه (915 م) والمتوفى سنة 356 ه في عاصمته (حلب). وكانت مملكة تشمل جند حمص وجند قنسرين والثغور الشامية والجزيرة وديار مضر وديار بكر ، وكان ابتداء وصوله إلى حلب سنة 333 ه وانقرضت دولة بني حمدان سنة 406 ه وآخرهم في حلب المنصور. وقد دامت دولتهم زهاء سبعين سنة ، كانت كما قال أحد المؤرخين : «عزيزة مستقلة في أولها ،
Page 185