147

أن الحسين عليه السلام رفض ذلك (1).

حتى إذا قدم عمر بن سعد قائد الجيش الأموي فاوضه الحسين طويلا ، وأقنعه بأن يمسك الطرفان عن القتال ويرجع الحسين من حيث أتى أو يذهب إلى حيث يريد من بلاد الله. وكتب عمر بن سعد بذلك إلى عبيد الله بن زياد فأبى ابن زياد ذلك ، وكتب إليه : «أما بعد ، فإنى لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ، ولا لتطاوله ، ولا لتمنيه السلامة والبقاء ، ولا لتقعد له عندي شافعا ، انظر فإن نزل حسين وأصحابه على الحكم ، واستسلموا فابعث بهم إلي سلما ، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون ، فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره ، فإنه عاق مشاق! قاطع ظلوم! وليس في هذا أن يضر بعد الموت شيئا ، ولكن علي قول ، لو قد قتلته فعلت هذا به» (2)!!

لقد أعطاهم الحسين عليه السلام فرصة يتقون بها ارتكاب قتله وقتل آله وصحبه ، ولكنهم أبوا إلا القتل ، وأصروا عليه ، فزادهم ذلك فضيحة في المسلمين.

ولقد جعلهم موقفهم هذا من الحسين عليه السلام بمثابة الثائرين على الإسلام نفسه.

وقد استغل الحسين عليه السلام هذه النقطة إصرارهم على قتله ، وامتناعهم عن الاستجابة لكل حل سلمي ، ومركزه في المسلمين استغلالا رائعا ، فقد دأب في كل فرصة تواتيه للكلام على تأكيد هذه الحقيقة للجيش الأموي ، وهذا

Page 151