ولابن عطاء الله كلمات تذكر بمذهب الحلول، وهو أن يكون الله كل شيء في كل شيء، فلا تكون ذرة، ولا قطرة، ولا نبتة، ولا نسمة، إلا وهي جزء من الذات الإلهية. من ذلك قوله:
إنما يستوحش العباد والزهاد من كل شيء، لغيبتهم عن الله في كل شيء ولو شهدوه في كل شيء، لم يستوحشوا من شيء.
21
وقوله:
علم منك أنك لا تصبر عنه، فأشهدك ما برز منه.
21
وهذه الكلمة الثانية صريحة في قوله بالحلول؛ لأنها تفصح إفصاحا بأن العالم هو الجزء البارز من الله، وأن على المؤمن أن يراه في كل موجود.
ولكن ابن عطاء الله لا يرى هذا الرأي في جميع الأحوال: فأدبه قائم على أن الإنسان منفصل عن الله وأن عليه أن يتأدب، وأن يتقرب إلى ربه المتفرد بالعزة والجلال، وأن يطلب رضاه بالفناء في حبه، وأن يوقن بأن هناك دارين، وقد أمره في هذه الدار بالنظر إلى مكوناته، وسيكشف له في تلك الدار عن كمال ذاته،
22
ويذكر المريد بحاجته إلى حلم الله في جميع الأحوال فيقول:
Unknown page