Tasawwuf Wa Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Genres
يقول الشعراني: إنه ما كان عظيم قط في عصر من العصور إلا وكان يلازمه ملازمة الظل خصوم وحسدة يملئون الجو صياحا وجدلا، ويشعلون النار فوق رأسه حقدا وحسدا.
ويستشهد الشعراني على ذلك بما وقع للأنبياء كافة، ثم لكبار الصحابة وعظماء الرجال في مختلف الأمم والشعوب، ليبتلي الله عباده، وليتميز الخبيث من الطيب، ولتمتحن الأعواد الإنسانية الصلبة ومقدار قدرتها على البقاء والخلود.
وقد أصاب الشعراني ما أصاب أسلافه من مصابيح الإنسانية وأعلام الهدى والإيمان.
فقد ملأ خصومه الدنيا حوله حقدا وحسدا وافتراء وكذبا - كما أوضحنا في الفصول السابقة - حتى أذاعوا نبأ موته تشفيا وحقدا.
يقول الشعراني: «وكان حسادي يحرفون عني مسائل لم أقل بها قط، ثم يكتبون بها أسئلة ويستفتون عنها العلماء، فيفتون بحسب السؤال، ثم يدورون بخطوط العلماء على الناس، فيحصل لي من ذلك أجور لا تحصى من كثرة الوقوع في عرضي بغير حق.»
1
ولا تزال الأجور التي لا تحصى تلاحق الشعراني في الدار الآخرة، فالشعراني الذي افترى عليه خصومه في حياته لا يزال الافتراء يلاحقه ويتابعه وهو في مقامه عند ربه.
وإن كان خصومه في حياته دفعهم إلى الافتراء عليه الحقد والحسد، فإن خصومه اليوم يدفعهم إلى الافتراء إما التأثر بما قال أسلافهم القدامى، وإما الجهل بما قال الشعراني نفسه.
وهذا باب كبير يكاد يحتاج إلى كتاب خاص، ولكننا نجتزئ هنا بمثال واحد من أبشع ما نسب إلى الشعراني.
نسبوا إليه أنه قال في «المنن»: إنه بنى بزوجته في قبة البدوي، وأطلق الدكتور زكي مبارك لسانه وألفاظه الضخمة القاسية تعقيبا على هذه الحادثة البشعة الرعناء.
Unknown page