أمَّا الميدان الثَّالث الَّذي ظهرت فيه كتب النظائر فهو ميدان الفقه. وقد تأخر صدور المؤلفات فيه نسبيًّا. فقد اعتبر السيوطي بأن أوّل من فتح هذا الباب عزّ الدين بن عبد السلام (ت ٦٦٠/١٢٦٢) في قواعده الكبرى والصّغرى.
وتتضمَّن هذه الكتب أبوابا تشكِّل مسائل، يدرج فيها الفقيه النظائر الَّتي يمكن إدخالها تحت ذلك الباب.
وقد ألَّف في النَّظائر الفقهية كثيرون من الفقهاء من المذاهب المختلفة.
أمَّا الميدان الرابع الَّذي اهتم بالتأليف في النظائر فهو ميدان النحو.
وصلنا في ذلك كتاب: الأشباه والنَّظائر النَّحوية للسيّوطي (ت٩١١/١٥٠٥) . فذكر في مقدمته أنَّه لم يُسبق إلى التَّأليف في هذا الميدان الَّذي يشتمل على القواعد النَّحوية ذوات الأشباه والنظائر.
وصرّح المؤلف بأنَّه قد تأسَّى في عمله هذا بعمل الفقهاء: "واعلم أنّ السَّبب الحامل لي على تأليف ذلك الكتاب الأوّل، أني قصدت أن أسلك بالعربية سبيل الفقه فيما صنعه المتأخرون وألّفوه من كتب الاشباه والنظائر.
1 / 42