301

Al-Taṣārīf li-tafsīr al-Qurʾān mimmā ishtabahāt asmāʾuhu wa-taṣarrafat maʿānīhi

التصاريف لتفسير القرآن مما اشتبهت أسمائه وتصرفت معانيه

Editor

هند شلبي

Publisher

الشركة التونسية للتوزيع

تفسير اعبدوا على ثلاثة وجوه
الوجه الأول: اعبدوا يعني وحدوا
وذلك قوله في سورة هود قول هود: ﴿اعبدوا الله﴾ يعني وحدوا الله، ﴿مَا لَكُمْ مِّنْ إلاه غَيْرُهُ﴾ . وكذلك قول صالح لقومه. وقال في سورة النساء: ﴿واعبدوا الله وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا﴾ يعني وحدوا الله. وقال في سورة نوح: ﴿أَنِ اعبدوا الله واتقوه﴾ يعني وحدوا الله، ﴿واتقوه وَأَطِيعُونِ﴾ .
الوجه الثاني: يعبدون يعني يطيعون
وذلك قوله في سورة سبأ: ﴿ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أهاؤلاء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ﴾ يعني يطيعون في الشرك، ﴿قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الجن﴾ يعين يطيعون الشياطين في عبادتهم إِيانا. وقال فِي طسم القصص: ﴿تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كانوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ﴾ يعني يطيعون في الشرك. وقال في يس ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يابنيءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان﴾ يعني ألا تطيعوا الشيطان في الشرك، ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ .

1 / 328