الريح التي تدفع بالفتيان في مناكب الأرض ليسعوا في سبيل الرزق فيما وراء بلادهم حيث لا تزداد خبرتهم بالحياة إذا لزموها. ولكني مخبرك موجزا يا سيد هورتانسيو عن حالي كما هو الآن: أنطونيو أبي توفي، وقد ألقيت بنفسي في تيه هذه المدينة عسى أن أجد لي زوجة وأنال بها من الثروة ما أستطيع نيله، عندي نقود في جيبي وبضاعة في بيتي؛ ولذلك خرجت من بلدي لأرى الدنيا.
هورتانسيو :
بتروشيو ... إذا كان لي أن أتكلم مسارعا ففي مقدوري أن أدلك على زوجة غنية، غنية جدا ... بيد أنك لن تشكرني على ذلك؛ لأنها شكسة منحوسة ونحن من الصداقة بحيث لا أرضى لك مثلها.
بتروشيو :
بين مثلينا من الأصدقاء يكفي الكلام القليل، إذا كنت تعرف امرأة من الثروة بحيث تليق أن تكون زوجة لبتروشيو، إذ المال أنشودة قلبه وعقله في هذا الزواج، فعرفني بها. إن تكن مشوهة الخلقة كصاحبة فلوران عجوزا مثل سيبيل، شريرة سلطة اللسان مثل زانتيب زوجة سقراط أو أقبح منها؛ فإنها لا تضيرني بل لا يقل ذلك من حبي، كلا، ولو كانت هوجاء كأمواج البحر الأدرياتيكي. إني إنما أتيت لأتزوج مثرية من أهل بادوا زواج الغنى، يعني زواج السعادة.
جروميو :
إليك يا سيدي فاسمع، إنه يطلعك صراحة على ما في نفسه ، املأ جيبه ذهبا يقبل أن يتزوج من العرائس الخشبية، أو مما ترسم الإبر من الصور على النسيج، أو من سعلاة عجوز ليس في فمها سن واحدة، ولو كانت تحمل في بدنها من الأدواء قدر ما يحمل اثنان وخمسون حصانا! لا يهمه من ذلك شيء ما إن يأته المال من ورائه.
هورتانسيو :
بتروشيو، ما دمنا قد دخلنا في الموضوع إلى هذا الحد فسأمضي بالجد فيما فاتحتك فيه في الواقع هازلا، إني أستطيع يا بتروشيو أن أساعدك على الحصول على زوجة ذات ثروة تسد مطامعك، صغيرة السن جميلة الخلقة، ربيت كخير ما تربى السريات. بيد أن عيبها الوحيد، وما أكبره عيبا! أنها من الشكاسة فوق حد الاحتمال، امرأة وحشية الطباع، بحيث لو أنني كنت في حالة من العيش أسوأ مما أنا فيه ما كنت أرضى بزواجها ولو جاءتني بكنز من الذهب.
بتروشيو :
Unknown page