200

Tarwid Nimra

ترويض النمرة

Genres

هاتي، هاتي، وابتدئي بها.

الأرملة :

إياك أن تتكلمي.

بتروشيو :

بل تكلمي، وابتدئي الكلام بها.

كاتارينا :

تبا لهذا وبعدا! خلي عنك النظر الشزر تجرحين به قلب مولاك وملكك وحاكمك. إنها لتشوه جمالك كما يشوه الصقيع أزاهر المروج، وتقضي على ذكرك بين الناس كما تقضي الزوبعة الثائرة على براعم الزهر النضير، وما هي مما يجمل بك أو يطيب. المرأة المغضبة كعين الماء المضطربة موحلة كريهة المنظر سمجة خالية من كل رواء تزور عنها النفوس، فما يرضى صاد ولا محرور أن يسيغ منها نبعة أو يمس منها قطرة. زوجك سيدك، حياتك، حارسك، رأسك، ومليكك. هو الذي يعنى بأمرك، ومن أجلك يحمل بدنه آلام الكدح في البر والبحر معا، يقضي الليل بين الزوابع والنهار في الزمهرير حين ترقدين في الدار مستدفئة آمنة، ولا يسألك على هذا الأمر أجرا إلا المحبة، وحسن النظرة في اللقاء، وصدق الطاعة، قسط ضئيل لدين ثقيل. للزوج على زوجته من الحقوق ما للأمير على أتباعه، فإذا ساء خلقها ونفر طبعها وعبس وجهها ومر لسانها، ولم تنزل بالطاعة على شريف إرادته؛ فهي الشريرة العاصية، والخارجة الثائرة، والخائنة المائنة لعهد زوجها المحب المخلص. إني ليخجلني أن يكون النساء من الجهل بحيث يضعن سيف القتال حيث يجدر بهن الجثو التماسا للسلام، أو يعملن لنيل الحكم والسيطرة والسلطان حين أنهن مطالبات بالخدمة والمحبة والطاعة. لماذا خلقت أجسامنا طرية رخوة وناعمة غير ميسرة للكد والمشقة في الدنيا؟ أليس ذا لأجل أن تلائم ظواهرنا رخاوة بواطننا وطراوة قلوبنا؟ مهلا، مهلا، أيتها الديدان الضعيفة المتباسلة، لقد كان عقلي جامدا كعقلكن وقلبي متكبرا كقلبكن وجناني أعجل من جنانكن، فكنت أرد الكلمة بالكلمة والعبسة بالعبسة، ولكني أدركت الآن أن قوائم رماحنا أعواد من الهشيم وقوتنا مثلها في الضعف، وأن ضعفنا يتجاوز كل مدى، وأن ما نتراءى بأن لدينا منه الفيض الوفير هو في الواقع ما يعوزنا منه الوشل القليل. خليا الكبر والصلف فما إن لهما من عائدة، وضعا أيديكما تحت أقدام زوجيكما إدلالا منكما على الخضوع والطاعة، وإذا سمح لي زوجي بذلك فيدي حاضرة لعل فيها مرضاة له وراحة.

بتروشيو :

مرحى! هذه هي الفتاة الكاملة، تعالي يا كات وقبليني.

لوسنتيو :

Unknown page