152

Tartib Culum

ترتيب العلوم

Investigator

رسالة ماجستير مقدمة لقسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملك عبد العزيز، ١٤٠٥ هـ

Publisher

دار البشائر الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م.

Publisher Location

بيروت

Genres

المدارك: وفي الآية دليل على أن السحر واجب الاجتناب كتعلم الفلسفة التي تجر إلى الغواية، انتهى. والآية نزلت في أهل التوراة اشتغلوا بكتب السحر وقل التفاتهم إلى التوراة ومعنى اشتراه: استبدلوه بكتاب الله تعالى، والخلاق بمعنى النصيب كذا في التفاسير. إن قلت: أليس قد قال السيد الشريف في شرح المواقف: إن الفلاسفة هم الأذكياء؟ قلت: نعم. لكن قال الإمام الجوزي في كشف الناموس: كان للفلاسفة فطنة فاستخرجوا بفطنتهم علومًا هندسية ومنطقية ولما تكلموا في الإلهيات خبطوا، إذ لا سبيل للعقل إليها، ولذلك اختلفوا فيها ولم يختلفوا في مثل الهندسيات، انتهى. أقول: وكذا خبطوا في بعض مواضع الطبيعيات كما سبق عن الغزالي قوله: إذ لا سبيل للعقل إليها أي جميعها، إذ بعضها يستقل فيه العقل كوجود الصانع القديم ووحدته وسائر صفاته المعلومة بدليل العقل، لكن الفلاسفة خبطوا في صفاته تعالى. وقال البيضاوي في قوله تعالى: ﴿أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا﴾ [الطور: ٣٢] فإن الكاهن يكون ذا فطنة ودقة نظر، انتهى. أقول: والكاهن مشهود عليه بالكذب والخبط، فظهر أن الكافر قد يكون ذا فطنة، ألا ترى أن الإفرنج يستخرجون يفطنتهم ودقة نظرهم صنائع تتحير فيها العقول، لكنهم يقولون: إن الله تعالى هو المسيح ابن مريم، أو يقولون: إن المسيح ابن الله.

1 / 230