Tarjumna Shucab Iman

Siraj Din Bulqini d. 805 AH
19

Tarjumna Shucab Iman

ترجمان شعب الإيمان

Investigator

د. سعود بن عبد العزيز الدعجان

Publisher

دار العلوم والحكم

Edition Number

الأولى

Publication Year

1424 هـ / 2004 م

Publisher Location

دمشق / سوريا

النصيحة في المعاملات من بيع وسلم ورهن وقرض وشركة وإجارة ومساقاة | ووصية وهبة ونحوها . | | 20 - البر والصلة : ويتفرع من ذلك الجود والسخاء وأعلاه بر | الوالدين . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | وصلة الرحم وإكرام الضيف والجار والإحسان إليهما ورحمة الصغير | وتوقير الكبير وإقراء السلام على من عرفت ومن لم تعرف من | المسلمين . | | 21 - والإحسان إلى الأهل والبنات والأولاد والسادة والمماليك | ويتفرع منه فك الرقاب ، وأنواع القربات ومنها عيادة المريض ، وتشميت | العاطس إذا حمد الله ، وإتيان المال على حبه ذوي القربى واليتامى | | والمساكين والسائلين وفي الرقاب ، وينجر إلى إعانة المكاتب وإيقاع | الكتابة ، والتدبير ، ونحوهما ومن أعاليه حسن الخلق ، | | وكظم الغيظ ، ولين الجانب ، والتواضع ، | | وترك الغضب . | 22 - وترك المراء . | 23 - وإماطة الأذى عن الطريق هذه ثلاث وعشرون فإذا أضفتها | | إلى ما سبق من ثلاث وعشرين في الثلث الأول وثلاث وعشرين في الثاني | فهي تسع وستون واعلم أن أدناها إماطة الأذى عن الطريق وإذا اختصرت | إلى إحدى وعشرين وأضفت ذلك إلى ما اختصرته في الثلثين السابقين | وجعلت الإخلاص والنية شعبة واحدة غير مختصة بثلث من الأثلاث كانت | الجملة أربعا وستين لك أن تحمل أربعا وستين بابا على ذلك وإذا زدت مما | سبق إلى خمس وعشرين . أو إلى ست وعشرين أو ثمانيا وسبعين ثم تضيف | إلى الثمان الإخلاص الشامل للكل لقوله تعالى : ^ ( ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله | مخلصين له الدين ) ^ فيكون الجملة تسعا وسبعين وإذا عددتها سبعا وسبعين | جعلت من كل ثلث خمسا وعشرين ثم تضيف النية والإخلاص شعبتين | فتكون الجملة حينئذ سبعا وسبعين ، ولسنا نعتقد أن أعيان ما ذكرناه هو | المراد بالأحاديث لكن ذكرنا هذه الجملة التي يمكن حمل الروايات عليها | على أن ذلك ممكن لا أنه عين المراد واخترنا تسعا وستين لأن الوتر في | | ذلك حسن محبوب وقد صح في أسماء الله تعالى أنها تسعة وتسعون | اسما فتناسبا بالوتر به وبتسع وستين وهي أقل في الأعراض وأحسن من | ذلك الجري على أربع وستين وقد جرى عليه القصري ممسكا برواية | أربعة وستين بابا وستأتي الرواية وعدها الحليمي سبعا وسبعين لكن ذكر | | أشياء للبحث فيها فيه مجال مع أن البضع والستين أو السبعين محتمل لكل | من احتمالات البضع ويمكن العد مما سبق على كل من الاحتمالات | على . . . . ولم نجد أحدا عدها تسعا وسبعين إلا ما حكي عن ابن | حبان وإن كان ممكنا . والآن فلنذكر حديث جبريل بالسند ليظهر لمقصدنا | صحيح المستند ثم نسنده من طريقين كل واحد من أحد الصحيحين ، | وقصدنا في ذلك الاختصار فإنه أنفع للحفظ والاعتبار وقدمنا للطريقة التي | فيها البداءة بالإيمان فتلك لها شواهد من القرآن ، والكل متوافق وإنما | | القصد البداءة بالسوابق فنقول : أخبرنا الشيخ نجم الدين البغدادي قال : | أخبرني الأزدي قال : أخبرنا الجراحي قال : أخبرنا المحبوبي قال : أخبرنا | الترمذي قال : حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي قال : أخبرنا وكيع | عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : أول | من تكلم في القدر معبد الجهني . قال : خرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن | الحميري حتى أتينا المدينة فقلنا : لو لقينا رجلا من أصحاب النبي [ & ] | فسألناه عن ما احدث هؤلاء القوم فلقيناه - يعني عبد الله بن عمر - وهو | خارج من المسجد قال : فاكنتفته أنا وصاحبي فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، إن | قوما يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم ويزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف . | قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء والذي | يحلف به عبد الله لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبل ذلك منه حتى | يؤمن بالقدر خيره وشره . قال : ثم أنشأ يحدث فقال : قال عمر بن الخطاب | كنا عند رسول الله [ & ] فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا | يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي [ & ] فألزق ركبتيه | بركبتيه ثم قال : يا محمد ، ما الإيمان ؟ قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه | ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ' . قال : فما الإسلام ' قال : ' أن | تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة | وحج البيت وصوم رمضان ' . قال : فما الإحسان ؟ قال : ' أن تعبد الله كأنك | تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ' . قال في كل ذلك : صدقت قال : فعجبنا | منه يسأله ويصدقه . قال : فمتى الساعة ؟ قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من | السائل ' قال : فما أماراتها ؟ قال : ' أن تلد الأمة ربتها وأن نرى الحفاة العراة | العالة أصحاب الشاء يتطاولون في البنيان ' . قال عمر : فلقيني رسول الله [ & ] | بعد ذلك بثلاث ، فقال : ' يا عمر ، هل تدري من السائل ؟ ذلك جبريل أتاكم | يعلمكم معالم دينكم ' . قال الترمذي : حدثنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا | ابن المبارك أخبر كهمس بن الحسن بهذا الإسناد نحوه بمعناه وفي الباب عن | طلحة عن عبيد الله وأنس بن مالك وأبي هريرة وهذا حديث صحيح حسن قد | روي من غير وجه نحو هذا وقد روي هذا الحديث عن ابن عمر عن | | النبي [ & ] والصحيح هو عن ابن عمر عن عمر عن النبي [ & ] ، ذكر ذلك | كله الترمذي في باب ما وصف جبريل للنبي [ & ] الإيمان والإسلام وذلك | في أبواب الإيمان وإنما سقنا طريقة الترمذي من أجل أنها من رواية أمير | المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وفيها تقديم الإيمان . وقد | أخرج الحديث مسلم في صحيحه لكن بتقديم الإسلام ، وقد أخرج | البخاري ومسلم حديث جبريل من طريق أبي هريرة لكن في ذكر | الإسلام : ' أن تعبد الله عز وجل ولا تشرك به شيئا ' ، ولم يذكر فيه الحج | ولا في الإيمان بالكتب وجمع بين اللقاء والبعث أخرجه البخاري في أول | موضع من كتابه في ترجمة سؤال جبريل النبي [ & ] عن الإيمان والإسلام | والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي [ & ] له ثم قال : ' جاء جبريل يعلمكم | دينكم ' فجعل ذلك كله دينا ، وحينئذ فلنذكر الحديث بسندنا من طريق | البخاري : أخبرنا الشيخ المسند أبو علي عبد الرحيم المعروف بابن شاهد | الجيش قال : أخبرنا المشائخ الثلاثة ابن عرفة وابن رشيق وأبو العباس | أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي قالوا : أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو | عبد الله الأرياحي قال البوصيري : أخبرنا محمد بن بركات بن هلال النحوي | قال الأرياحي : أخبرنا أبو الحسن الفراء الموصلي قالا : أخبرتنا كريمة المروزية قالت : أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد بن ذراع الكشميهنى | قال : أخبرنا الفربري ، قال : أخبرنا البخاري قال : حدثنا مسدد . | قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم . قال : أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي | زرعة عن أبي هريرة قال : كان النبي [ & ] بارزا يوما للناس فأتاه رحل . | فقال : ما الإيمان ؟ قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن | بالبعث ' قال : ما الإسلام ؟ قال : ' الإسلام أن تعبد الله عز وجل ولا تشرك به | | شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ' . قال ما | الإحسان ؟ قال : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك ' قال : متى | الساعة ؟ قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها : | إذا ولدت الأمة ربتها وإذا تطاولت رعاء الإبل البهم في البنيان في خمس لا | يعلمهن إلا الله ' ثم تلى النبي [ & ] ' ^ ( إن الله عنده علم الساعة ) ^ الآية . ثم | أدبر الرجل . فقال : ' ردوه ' ، فلم يروا شيئا ، فقال : ' هذا جبريل جاء يعلم | الناس دينهم ' فقال أبو عبد الله البخاري جعل ذلك كله من الإيمان . أخرجه | مسلم بمعناه ، وفيه : ' وتؤمن بالبعث الآخر ' . وفي رواية لمسلم : ما | الإحسان ؟ قال : ' أن تخشى الله كأنك تراه ' فيها ذكر التصديق في الأجوبة | الثلاثة ، وأخبرنا الشيخ الإمام العلامة أقضى القضاة شمس الدين محمد | الشهير بابن القماح . قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الواسطي | قال : أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال : أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر الفارسي قال : أخبرنا أبو أحمد الجلودي | قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن شعبان . قال : أخبرنا الإمام | أبو الحسين مسلم بن الحجاج قال : حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب قال : | أخبرنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال | مسلم : أخبرنا عبد الله بن معاذ العنبري . وهذا حديثه قال : أخبرنا أبي قال : | أخبرنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : كان أول من تكلم | في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري | حاجين أو معتمرين فقلنا : لو بقينا أحدا من أصحاب رسول الله [ & ] فسألناه | عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله | عنه داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله | فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي . فقلت : أبا عبد الرحمن ، إنه قد ظهر | قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وذكرت شأنهم وأنهم يزعمون أن لا | | قدر وأن الأمر أنف فقال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم | براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا | فأنفقها ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال : حدثني أبي عمر بن | الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن عند رسول الله [ & ] إذ طلع علينا | رجل شديد البياض شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا | أحد حتى جلس فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال | يا محمد ، أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله [ & ] : ' الإسلام أن تشهد أن | لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم | رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ' . قال : صدقت . قال : فعجبنا | له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته | وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ' . قال : صدقت . قال : | فأخبرني عن الإحسان . قال : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه | يراك ' . قال : فأخبرني عن الساعة . قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من | السائل ' . قال : فأخبرني عن أمارتها . قال : ' أن تلد الأمة ربتها وأن ترى | الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون البنيان ' ، ثم انطلق فلبث مليا ، | قال : ' يا عمر . أتدري من السائل ؟ ' قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ' فإنه | جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ' إذا علمت ذلك فأقول وما توفيقي إلا بالله وهو | الذي يهدي . . . . إن حديث جبريل وإن كان فيه الإيمان والإسلام والإحسان | إلا أن ذلك كله يشمله الدين ، ولذلك قال [ & ] في آخره : ' هذا جبريل جاء | يعلم الناس دينهم ' . ورواية مسلم : ' يعلمكم دينكم ' في حديث عمر وفي | رواية الترمذي : يعلمكم معالم دينكم ' .

Page 116