============================================================
فيعرف منها ما يراد بها من تجليها في عالم النفوس وعالم الآفاق، وفي هذا المقام يطلع على صور إسرافيل، وما أودع الله [تعالى) فيه من العجائب، وعلى قيام الصور والأرواح بالرقائق الأسمائية ، وأيه ما في الوجود إلأ أسماؤه تعالى ، فهي التي أوجدت البسائط وركبتها وأمدها (الله تعالى) بالوجود، فلو انقطع [ مدد) الاسم لحظة عاد الكون إلى عدمه(1).
وأما الوصول: فهو كناية عن إدراك الغائب من الحق تعالى، وذلك آن الحق عز وجل لما أراد آن يخلق المخلوقات ، وكان سبحانه وتعالى ولم يكن شيء معه، وآحب آن يغرف - كما صرح به الحديث القدسي(0)- ظهر باسمه تعالى الرحمن، وسرت آنفاس الرحمانية في غيبه ، فصارت مرآة كاملة لا يتغير ما تجلى فيها عن صورته ، من أثه تعالى تجلى فيها ، فانعكس من نور التجلي في هذه المراة صورة كاملة جامعة لسائر (1) ورد زيادة في نسخة الظاهرية : لا إله إلا الله، كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم واليه ترجعون (2) والحديث هو : قال الله تعالى : (كنث كنزا مخفيا فأخببت أن أعرف، فخلقت الخلق لكي أعرف) قال القاري في "الأسرار المرفوعة" ، برقم (353) : معناه صحيح، مستفاد من قوله تعالى : وما خلقت الجن وآلإنس إلأ ليغدون} [سورة الذاريات 56/51) . أي : ليعرفوني كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما .
والله أعلم.
Page 64