مؤمن بإيمانه لكنه ناقص الإيمان، وأطقلوا لفظ الإيمان حيث ورد به النص، وأطلقوا ضده حيث ورد.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهم في باب الأسماء والأحكام والوعد والوعيد وسط بين الوعيدية الذين يجعلون أهل الكبائر من المسلمين مخلدين في النار، ويخرجونهم من الإيمان بالكلية، ويكذبون بشفاعة النبي ﷺ وبين المرجئة الذين يقولون: إيمان الفساق مثل إيمان الأنبياء، والأعمال الصالحة ليست من الدين والإيمان، ويكذبون بالوعيد والعقاب بالكلية"١.
خامسًا: وسطيتهم في أصحاب رسول الله ﷺ:
فهم وسط بين من غلا في بعضهم حتى جعله إلهًا أو معصومًا أو نبيًا، وأضافوا إليه من الصفات ما لا يليق نظيره إلا بالله أو نبي من أنبيائه، ومن جفا فيهم فكفرهم واستحل سبهم ولعنهم ودماءهم، وأما أهل السنة فدانوا الله بحب جميع أصحاب رسول الله ﷺ، واعتذروا عما جرى بينهم من الخلاف بأنه حصل عن اجتهاد منهم في طلب الحق، فمن أصاب منهم فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد وخطؤه معفو عنه، وسكتوا عما جرى بينهم،
وأحسنوا الظن بهم، ولم يجعلوا ولاية بعضهم مناقضة لولاية الأخر؛ بل تولوا جميعهم، ودانوا الله بالترضي عنهم.
قال شيخ الإسلام: "وهم أيضًا في أصحاب رسول الله ﷺ ﵃ وسط بين الغالية الذي يغالون في علي ﵁، فيفضلونه على أبي بكر وعمر ﵄، ويعتقدون أنه الإمام المعصوم دونهما، وأن الصحابة فسقوا وكفروا، والأمة بعدهم كذلك، وربما جعلوه نبيا أو إلهًا، وبين الجافية الذين يتعتقدون كفره وكفر عثمان -رضي