170

Tarikh Yaman

تاريخ اليمن ظلال القرن الحادي عشر الهجري- السابع عشر الميلادي/ تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى

Investigator

محمد عبد الرحيم جازم

Publisher

دار المسيرة

Publisher Location

بيروت

(أوردهَا سعد وَسعد مُشْتَمل ... مَا هَكَذَا تورد يَا سعد الْإِبِل) إِلَى كَلَام يخب فِيهِ وَيَضَع وتوجع عَظِيم لَو نفع وَكَانَ انتصاب سعد مَشْرُوطًا بِرَفْع خَبره إِلَى الْأَبْوَاب وَمَا جَاءَ من هُنَاكَ فَهُوَ الْمُعْتَمد وَالصَّوَاب وَرُبمَا أَن رفع هَذِه الْقَضِيَّة إِلَى مسامع السلطنة العثمانية كَانَ عقب دس البراطيل الَّتِي انْتفع بهَا كم من عليل وانتقع بهَا كم من غليل فَوَقع الِاتِّفَاق من نَائِب جدة وَسَائِر أَعْيَان مَكَّة على أَن يرفعوا خبر الشريف زيد وَإِنَّهُم متوقفون على من تنْسب إِلَيْهِ تِلْكَ الْبقْعَة وَيذكر بِالْخطْبَةِ مَعَ صَاحب التخت وَتخرج برسمه الخلعة وَتَأَخر الْجَواب إِلَى رَجَب هَذِه السّنة ثمَّ ورد لسعد بِولَايَة مفوضة ودولة مُمكنَة فَكَانَ أَخُوهُ أَحْمد خَادِم إِشَارَته وَهَارُون وزارته فَالْتَفت سعد إِلَى ضبط المملكة بجأش ثَابت وَقدم أرسخ من الثوابت تركع بَين يَدَيْهِ الْأَشْرَاف والملوك وتزهوا باسمه ورسمه المنابر والصكوك وَحين لباه الْقدر وأسعد وَمَال عَن الشريفين حمود وَأحمد تردد فِي جَوَانِب الصَّفْرَاء وينبع وَتلك الديار مستندين فِي إِمْضَاء الْأَحْكَام إِلَى قَائِم السَّيْف البتار (وَمن تكن الْأسد الضواري جدوده ... يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا) وَفِي آخر ربيع الثَّانِي سَار إِلَى برط السَّيِّد بدر الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الغرباني وانفذ رِسَالَة إِلَى الإِمَام تَتَضَمَّن الْقدح فِي شَيْء من الْأَحْكَام وَهَذَا السَّيِّد لَهُ فطنة قَوِيَّة وبلاغة عُلْوِيَّهُ وَبَاعَ فِي الْعُلُوم غير قصير وَنظر إِلَى سَائِر الكمالات غير حسير غير أَن الولايات أرزاق وَلَيْسَ التقيد بهَا لكل كَامِل على الْإِطْلَاق وَفِيه رفع الإِمَام مَا كَانَ وَضعه بالأسواق وَلم يبْق من القبالات إِلَّا مَا كَانَ من قبل وَفِي جُمَادَى الأولى اتّفق بِصَنْعَاء وَقت الضُّحَى زَلْزَلَة ورجفات وَمَضَت بهَا وَمَا حولهَا جَراد لم يعْهَد مثلهَا فِي الْكَثْرَة قيل أَنَّهَا ارْتَفَعت من بطُون تهَامَة إِلَى الْجبَال ثمَّ انتشرت فِي الشَّام حَتَّى بلغت دمشق وحلب ثمَّ انْتَهَت إِلَى الرّوم وَلم تعاود الْيمن إِلَى سنة خمس وَثَمَانِينَ كَمَا سَيَأْتِي وَوجد مكتوبات فِي

1 / 216