40

جميع الأنحاء اليمنية ، كما أشار إلى ذلك كثير من مؤرخي اليمن ، وأسلفنا الإشارة إليه أيضا.

فلما عرف حراجة الموقف وكثرة المثبطات ومفترات السعي اختصر لنفسه طريق العمل بالا (1) إلى رجل عظيم فيه الأمل المنشود :

فيه ما تشتهي العزائم ان هسم

ذويها ويشتهي الأذكياء

وكانت الآمال مشرئبة والنفوس متطلعة ، والأعناق متطاولة من أبي العتاهية ، ومن غيره إلى الإمام الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم عليه السلام ، فكانوا يراسلونه ، ويفدون إليه كما فعل الدعام ، وأهل نجران ، وغيرهم ، بيد أن أطماع الكثير منهم كانت تحدوهم إلى الإنحراف عن جادة السلوك وتنبو بهم إلى هوة الحضيض ، وتقطع أعناق الرجال المطامع ، فبادر أبو العتاهية ، إلى التخلي من متاعب الزعامة ، وانصاع الى التقشف والعزلة ، وآثر حياة الفرد وعيش الجندية على الملك والرفاهية ولسان الحال منه عند ذلك تنشد :

إذا ما لم تكن ملكا مطاعا

فكن عبد المالك مطيعا

وأقام الإمام بصنعاء وضرب السكة باسمه ، ودعا الناس إلى البيعة له قال الشرفي في اللآلى ، نقلا عن المنصور بالله عليه (2) السلام : أنه لما

Page 96