Tarikh Umma Casr Inhilal
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Genres
أسسها إيل ركز مملوك السلطان مسعود السلجوقي حين ولاه على إقليم الران شمال أذربيجان سنة 531ه، ثم أخذ يوسع ملكه حتى استولى على جميع أذربيجان وبلاد الجبل وهمدان وأصفهان والري وتغليس ومكران، ولما مات سنة 568ه خلفه أبناؤه إلى سنة 622ه حين استولى عليها هولاكو، ويظهر أن مناعة هذه البلاد قد جعلت هولاكو يتخذها مستودعا للأسلاب والنفائس التي سطا عليها في فتوحاته. (3-9) دولة أتابكية فارس (543-686ه/1148-1287م)
أسسها سنقر بن مودود بن سلغر التركماني في شيراز سنة 543ه، وامتد نفوذها إلى كرمان وأصفهان والعراق العجمي في عهد سعد بن زنكي بن سنقر، ثم خضعت لجنكيز خان، فلم يفسدها ولم يعمل فيها تخريبا كما فعل في غيرها من المناطق الإسلامية.
الفصل الرابع
أحوال البلاد الداخلية
(1) الخلافة
أصبحت الخلافة في هذا العهد رئاسة دينية تشريفية! وقد انزوى الخلفاء في قصورهم يحاولون استعادة مكانتهم الدينية والاجتماعية، وتعاقب على الخلافة خلفاء انصرفوا إلى إقامة الشعائر الإسلامية وحماية تعاليمه، إلى أن قضى هولاكو عليهم وقتل آخرهم، فوجم المسلمون في أرجاء الإمبراطورية الإسلامية حتى اعتقد فريق بدنو يوم القيامة، وصاروا ينظرون إلى كل حدث رهيب أنه سخط من الله، وأن خلو العالم الإسلامي من خليفة دليل على سوء المصير، وأنه لا بد لهم من خليفة يحمي الإسلام، إلى أن كانت سنة 658ه وتولى الملك الظاهر بيبرس سلطة مصر، فاستقدم الإمام أحمد بن الإمام الظاهر بالله العباسي أحد من نجوا من مذابح المغول، واستقبله بمظاهر الإجلال، وبايعه هو والعلماء والأمراء والعظماء بالخلافة، وتلقب بالمستنصر بالله. واستمرت الخلافة العباسية في مصر إلى أن قضى عليها السلطان سليم العثماني. (2) الوزارة
من الأمور الغريبة التي يلاحظها المرء أن أكثر الوزراء في هذا العهد، سواء أكانوا وزراء الخليفة أو وزراء السلطان، كانوا من خيرة الناس خلقا ودينا وإصلاحا وتعميرا.
فمن وزراء الخلفاء: ابن جهير فخر الدولة محمد بن محمد، وكان من عقلاء الرجال ودهاتهم، أرسله القائم بأمر الله إلى ملك الروم، فأحسن الرسالة، ولما عزل وأعيد ثانية فرح الناس بعودته فرحا شديدا، ويقال أن سقاء ذبح ثورا له لم يكن يملك غيره، وتصدق بلحمه، فأعطاه الوزير بغلا بآلته، وأعطاه شيئا من الذهب.
1
ومنهم ابنه عميد الدولة محمد بن محمد بن محمد بن جهير وزير القائم والمقتدي، وكان رجلا فاضلا حصيفا، وكان نظام الملك وزير السلطان يعجب منه ويقول وددت أني ولدت مثله، ثم زوجه ابنته واستوزره المقتدي وفوض إليه الأمور، ثم عزله الخليفة فشفع له نظام الملك وأعاده.
Unknown page