Tarikh Tibb Cinda Umam Qadima Wa Haditha
تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة
Genres
7
انتهى الميثاق.
وكان الفيلسوف ديموقراطس أستاذ أبقراط يذهب إلى الفلوات، ويشرح جثث الموتى من الآدميين لخوفه من العقاب، فلقبوه «بالمجنون»، ولما سئل عنه أبقراط قال: إنه لعاقل؟ واقتبس هو من أستاذه هذا شيئا من التشريح، ولكنه لم يبرع به كما مر براعته بالتشخيص والعلاج.
وكان أبقراط لامتناع تشريح الأجساد بعهده قليل الأبحاث، كثير الخلط في الأوردة والأعصاب والنسيج العضلي، ومن تدقيقاته تشريح العظام ولا سيما الجمجمة ووصف الأحشاء.
وعاصر أبقراط فيليمون وكان عالما في فن الفراسة، وهو من أنواع الطب عندهم أي: الاستدلال بتركيب الأعضاء على الأخلاق، وترجم بالسريانية كتابه في الفراسة، وعندي نسخة مخطوطة منه على الأرجح.
وبعد موت أبقراط أهمل الطب والجراحة؛ وذلك لضعف مملكة اليونان وخروج مكدونية من تحت سلطتها واشتغالها بالحروب الأهلية والمشاحنات القومية، وهما من آفات العلوم بل من أشدها فتكا بها، ومن أطباء هذه الفترة روفوس وله تصانيف، ورد عليه أرسطو وجالينوس لضعف آرائه.
ولم يظهر تحسين في الطب إلا بما وصل إليه أرسطو طاليس (ومعنى اسمه غاية صالحة جدا) الفيلسوف الشهير، فإنه اشتغل بالتشريح وعلم وظائف الأعضاء (الفسيولوجية)، وعني خاصة بالبحث عن الأعضاء الداخلية في كثير من الحيوانات، فكان أول من شرح الحيوانات الحية؛ لتحريمهم تشريح الآدميين في عهده، فكتب بعض تعاريف في التشريح اهتدى إليها بمقابلة الحيوانات بالإنسان، وانتقد أبقراط الذي كان يذهب إلى أن العروق الدموية تخرج من القلب لا من الرأس، وكان مراقبا للحيوانات عارفا بطبائعها، وقد وجدت بعض قطع من مباحثه مصورة، فاستعان بها العلماء المتأخرون على مباحثهم الحديثة، كما استعان بها أساتذة مدارس الإسكندرية بعد ذلك، وفي مكتبتي قطعة صالحة منها بعضها في «العلل» وهي طبية، والآخر في «الحيوانات»،
8
وكان والد أرسطو يطب لفيلبس المكدوني والد الإسكندر المشهور واسمه نيقوماخوس وهو فيثاغوري المذهب.
وكان لأرسطو ابن أخ اسمه «ثاوفريسطس» قرئت عليه كتب عمه أرسطو، وألف كتبا، منها كتاب «أسباب النبات» نقله إبراهيم بن بكوس إلى العربية، وفي مكتبتي مقالة في «التعليلات» له فيها فوائد طبية.
Unknown page