147

[عبد سيدنا الأمير الجليل شمس المعالى وصل الله بأبعد الأزمان سلطانه وتشيد قواعده وأركانه ، تشرف بما أهله له من عالى خطابة وتعزز بما وصل إليه من سامى توقيعه ، وكتابه واكتسبا بهما عزا متصلا على الأيام والأحقاب ومجدا باقيا فى الخلوف والأعتاب فأصبح يجر ذيله على السماكين كبرا ويعلو الأفلاك تيها وفخرا وقلت زمن مثلى وقد نلت جميع الأمانى والمعانى إذ صرت من خدم الأمير شمس المعالى ووجدت ذلك التوقيع مشتملا على بدائع لم تهتد القرائح بمثلها ، ومحتويا على محاسن ظلت الأفهام والأوهام عن نيلها فأيست عن بلوغ حد انتهى إليه فى نعتها إذ لم أجد موجودا يستحق أن يوصف بمقارنتها فى حسنها فما أجلت فيه ناظرى إلا استمددت منه فقرا ولا أعدت إليه خاطرى إلا استندت منه غرورا فشغلتنى الاستفادة منه عن تكلف الإجابة عنه ، وخدمتى هذه طالعة على جنابه الرفيع ناطقة بوصول عالى التوقيع فلا يتطلعن الأمير الجليل منها جوابا ولا يعدها كتابا ، فإنى رأيت التعرض لجوابه خروجا عن معرض الفصاحة والتكلف لمباراته ظهورا فى مسك الوقاحة ، وأنا استعيذ بالله من التعرض لهما فلو أوقيت أفصح بلاغة وبيان وأيدت بأسمح خاطر ولسان لما جسرت على مباراة الأمير فى ميدان ولاصلحت لمجاراته فى رهان ، ولوقعت منه فى أبعد مدى وصرت منه بمنزله الثرى من الثريا وأقصى أمدا وأقصر يدا هيهات أى يد تروم مناط الجوزاء ، وأى عاقل يطمع فى نيل عنان السماء من حاول لحقوق آثاره لم يتعده الزلة والعثار ومن زاول شق غباره لم يتخطه الخدعة والاغترار ، فأما ظنه وتقديره فى مملوكه وعبده أنه يقول إذا وقف على سامى توقيع يده أى نسب بين شمس المعالى ، والإسطرلابات وهلا اقتصر زيف على تعاطى الكتاب ومخاطبة الكتاب فإنه وسمه فى ذلك بميسم الهجنة ، ورسمه بأفضح سبة إذ تحقق البعيد القاصى كما تصور القريب الدانى أن الأمير الجليل شمس المعالى

Page 156