============================================================
(2با لي وبه استين الحمد لله المقدس في شمو سرمدته عن وصف الحدوث والابتداء، المنزه في ذيمومته وأبديته عن مقارنة العدم والفناء، المتعالي في جلال كبريايه عن الأضداد والأشباه والنظراء، نبدع أتواع الموجودات وأجناسها على اختلافها في الذوات والصفات والأسماء، ومفضل بني آدم على كثير منها لما خضهم به من العقل المميز بين حقاتق الأشياء، ومرسل الرسل إليهم ليجتبوهم زيغ الضلالة ويحملوهم على محجة الامتداء ومقدر أنعالهم وأقوالهم فهم بين مطيع مقضي له بالعادة وعاص حوم عليه بالشقاء.
احمده حمذ شاكر على ما أولى من النعماء، وأجزل من العطاء.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مجرأة عن شبه الشك والامتراء: وأشهد آن محمدا عيده ورسوله خاتم الأنبياء، وسيد الأصفياء، صلى الله عليه وعلن آله صلاة دايمة، مقرونة بالإصباح والإمساء.
وبعد، فإيه لما خض الله تعالى مولانا السلطان الملك الصبالح، العالم العادل، المجاهد، المرابط المثاغر، المؤيد، المظفر، المنصور، تجم الدنيا والدين، سلطان الإسلام، ملك المسلمين، قامع الخوارج والمارقين، مبيد الطغاة والمتمردين، ناصر أمير المؤمنين، خلد الله في السعادة ملكه، وأباح لعدوه فلك، بما اشتهر في آفاق الأرض أمره، وعم سائر البيطة فكره، من الأوصاف المنيفة، والأخلاق الشريفة، والماثر المتكاثرة، والمحاسن المتضافرة، والأفكار الثاقية، والآراء الصائبة، والعلم الباهر، والعقل الوافر، والمجد الباذخ، والشرف الشامخ، والحب الزكي، والمحل العلي، مع ما تقرب به من إقدام يخريه على زيد الفوارس ثوب الفخار، وجود يلزم حاتم الطاتي وصمة العار. فكاد يحكيه صوب الفيث منسكيا، لو كان طلق المحيا يمطر الذهيا، /2ب/ والدهر لو لم يحسن، والشمس لو نطقت، والليث لو لم يصد، والبحر لو غدا المسترشد (؟) وجب على كل أحد المهاجرة إلى شريف عتبته، والتمسك بولال[ء] محبته وأن يخرج خزايته الشريفة بأجل
Page 91