161

============================================================

15 159 ذكر ملوك قارس بمكان معطش، فهلك اكثر عكره، وصار إلى عدوه في قلة من العدد فطلب منه أن يصالحه على أن يخلي سبيله، وأعطاه عهدا مؤكدا أن لا يغزوه، فأجابه ملك الهياطلة إلى ذلك، فغرج فيروز إلى بلاده، ثم حملته الأنفة والحمية على آن ينقض عهله ويميته، وتوجه قاصدا حرب ملك الهياطلة فترذى هو وأصحابه في بتر حفره ملك الهياطلة وغطاه بخشب ضعاف، والقى عليه ترابا. وغنم ملك الهياطلة ما في عسكره (1).

وكانت مذة ملكه نيفأ وعشرين سنة(2) ولما هلك قام بالملك بعده ولده: بالاش بن فيروز بن يزدجرد بن پهرام چور وكان أخوه قباذ قد نازعه في الملك، فغلب بلاش وهرب تباذ إلى ملك الثرك خاقان يسأله المعونة بالمدد.

ولم يزل بلاش حسن السيرة، كثير العدل، حريصا على العمارة إلى أن هلك : وكانت مدة ملكه أربع سنين(2).

فقام بالملك بعده أخوه: قباذ بن فيروز بن يزدجزد بن پهرام جور وظهر في أيامه رجل من الزنادقة يقال له مزدك (4)، كان من رأيه أن الله تعالى ( ا3ب/ إنما جعل الأرزاق في الأرض ليقسمها العباد بينهم بالتأسي، ولكن الناس تظالموا فيها، وزعم آنه من كان عنده فضل من المال والتساء والأمتعة فلي هو بأولى من غيره، فافترض السفلة ذلك وتابعوا مزدك وأصحابه وقوى آمرهم، حتى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على منزله ونسائه وأولاده، ولا يستطيع الامتناع منهم(5).

(1) الطبري 64/2-87، الكامل 372/1، 373.

(2) انظر: الطبري 88/2 والكامل 373/1، وفيه: ملك ستا وعشرين سنة، وقيل: إحدى وعشرين سنة. وفي المعارف 612، وتاربخ اليمقويي 164/1، ومروج الذهب 263/2، والتنيبه والاشراف 88 (سبعا وعشرين سنة)، وفي البدء والتاريخ 167/3 (تما وعشرين سنة)، وفي تاريخ يني ملوك الارض 29 (سبع عشرة سنة) و22 (تسعا وعشرين سنة ريوما واحدا) و19 (سبعا وعشرين سنة ويوما) (3) المعارف 162، الاخيار الطوال 11، الطبري 2/ 90، التنبيه والإشراف 88، مررج الذهب 1/ 113، البدء والناريخ 167/3، اليمقوبي 164/1، تاريخ يبي ملوك الأرض 19 و23 و29، الكامل 325/1، 326، نهابة الارب 186/1a، تاريخ ابن خلدون 175/2، (4) مرذك مزدق. معناء: حديد الملك، واليه تضاف المردقية، ويقال لهم: العدلية (5) الكامل 477/1

Page 161