Tarikh Salatin Bani Cuthman
تاريخ سلاطين بني عثمان
Genres
وقد بلغ السلطان ذلك، فغضب وتأسف وأمر بإعداد عمارة عظيمة للأخذ بالثار، فأرسلت مشيخة البندقية في تلك الأثناء تطلب الصلح على شروط تعود بالشرف على الدولة، فصدر الأمر بقبولها، وبعد ذلك أصيب السلطان بحمى شديدة ثقلت وطأتها عليه، فأخنت على حياته، وتوفي بسببها عام 982، فدفن بتربته الكائنة بالقرب من جامع أجيا صوفيا. عاش اثنين وخمسين سنة، قضى منها على تخت السلطنة 8 سنوات.
السلطان الثاني عشر
السلطان مراد خان الثالث ابن السلطان سليم الغازي
ولد عام 953، وجلس على سرير الملك عام 982 وهو ابن تسعة وعشرين سنة، فجدد العهد مع دول الإفرنج. وفي سنة 983ه، هجم على بلاده عساكر المجر فردهم عنها خاسرين، وامتلك منهم بعض قلاع وبلاد ضمها إلى ولاية بوسنه، وفي سنة 984، أخضع جزائر الغرب وبلاد فاس إلى الخلافة العظمى، وفي 985، حصلت ثورة داخلية في إيران تطاير شرارها إلى الحدود، فأرسل من طرف الصدارة لأمراء الكرد والكرج رسائل تضمنت النصح لإزالة الهياج والفساد فأطاعوا، وفي سنة 975 تجاوزت عساكر العجم حدود بلاد الدولة، فردعهم عنها في حرب شديدة أسعر نارها عليهم في صحاري حلب وهزمهم، ثم تأثرهم حتى مدينة تفليس، وبعد ذلك استأنفت دولة العجم القتال، فكسرتها العساكر السلطانية وانتزعت منها ولايتي شروان والضاغستان، وفي السنة ذاتها ثار أمير القرم وشق عصا الطاعة لأوامر الدولة العلية، فقهره السلطان، وأوقع به وبجنوده الخزي والفشل، ثم حدثت حرب في جهة الروم إيلي مع النمسا، فانتصرت عليها العساكر العثمانية، وسلخت منها قلعتي يانق وتاتار حصار، ثم عادت بعدئذ إلى القسطنطينية رافعة علم الفوز، وناشرة راية النصر، وفي مدة سلطنته عصت عساكر الأليكشارية نحو اثنتي عشرة دفعة، فأطفأ شرهم، وأخمد عصيانهم باللطف والملاينة وتفريق الأموال عليهم. وكان يحب النساء حتى أولد منهن مائة وخمسة عشر ولدا، ثم عرض له عارض فجائي توفي بسببه عام 1003، ودفن بجوار جامع أجيا صوفيا في تربته المخصوصة. عليه رحمة الله ورضوانه.
السلطان الثالث عشر
السلطان محمد خان الثالث ابن السلطان مراد الثالث
ولد عام 974ه، وجلس على سرير السلطنة عام 1003، عقيب وفاة والده باثني عشر يوما؛ لأنه كان مقيما في مغنيسا، وحال جلوسه أصلح الأحوال المختلة في داخلية السلطنة، وعزل بعض رجال الدولة، ونصب مكانهم من وجد بهم الأهلية والإخلاص، ولم تمض مدة حتى نزع الأفلاق والبغدان إلى المجاهرة بالعدوان، وساقوا عساكرهم إلى حدود البلاد العثمانية، حيث طفقوا يقلقون الأهالي المتوظفين في الجهة الكائنة على أطراف نهر الطونا. وفي سنة 1004، أرسل إليهم السلطان عددا من جنوده لمحاربتهم، فالتقوا بهم في صحاري يركوكي، وهناك اشتد القتال بينهم، فتقهقرت العساكر السلطانية لعدم ثبات الأليكشارية، ورجعوا إلى مدينة روسجق، وبعد حين ساق السلطان تجريدة أخرى أولى قيادتها إلى سنان باشا، وأرسله إلى ساحات المعركة، فساء التدبير وعاد إلى القسطنطينية خاسئا، وفي عام 1005، أعد السلطان تجريدة أخرى تولى قيادتها بنفسه، وسار بها إلى بلاد المجر، فالتقى بعساكر الأعداء في سهول مهاج، فشتت شملهم، وحاصر قلعة أكرى ففتحها بعد سبعة أيام، وبعد ذلك لمت العساكر النمساوية شعثها فصدمت عساكر الدولة، وقتلت منهم عددا وافرا، وبينما كانت تنهب الخيام وتسلب الأموال هجم عليها الوزير جفال بن سنان باشا بفرقة كانت تحت قيادته، فاستظهر عليهم وقتل عددا وافرا، فأنعم عليه السلطان بمنصب الصدارة بدلا عن إبراهيم باشا، ثم عزله وأرسله واليا على الشام.
وقد رجعت العساكر الشاهانية من ميادين الحرب إلى القسطنطينية فائزة منصورة، فجاء رسل من دولة إيران وبخارى وفاس وونديك، وقدموا التهاني والتبريك للسلطان محمد خان على فوزه وانتصاره. وفي آخر مدته فشا الفساد في بعض الممالك المحروسة، ونهضت عساكر المجر والنمسا للأخذ بالثأر، واستولوا على بعض بلاد الدولة، ثم استعرت نار الحرب بين الدولة والعجم، واضطرم لهيب الفتن في جهات الأناضول. وقبل أن يطفئ السلطان تلك النيران توفي إلى رحمة الله عام 1012ه، فدفن في جامع أجيا صوفيا بجوار ضريح السلطان سليم خان الثاني. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.
السلطان الرابع عشر
السلطان أحمد الأول ابن السلطان محمد الثالث
Unknown page