Tarikh Sahafa Carabiyya
تاريخ الصحافة العربية
Genres
وقال أحمد الأزهري ومصطفى الدمياطي صاحبا مجلة «المنتقد» في القاهرة: «إن نعمة الجرائد على البلدان لا تقل عما تشرف به الإنسان من نعمة البيان، وإن كل بلاد توفر حظها من هاته النعمة تكون أسمى وأرقى من التي لم تنل حظا بدرك هذه النعمة.»
وقال الشيخ أحمد حسن طبارة منشئ جريدة «الاتحاد العثماني» في بيروت: «الصحافة قوة معنوية عظيمة، عرف العالم المتمدن حقيقتها؛ فأكرم منزلتها ورفع مكانتها وجعلها والوزارة في مرتبة واحدة، فبينما ترى فلانا صحافيا إذا هو متربع في دست الوزارة، أو وزيرا إذا هو جالس وراء منضدة الصحافة. وهذا المستر روزفلت رئيس جمهورية أمريكا لم يكد يتخلى عن كرسي الرئاسة حتى عين رئيسا لتحرير إحدى الجرائد الأمريكية. على أن هذه القوة هي كسائر القوى التي أودعها الله في هذا المعترك الحيوي، فإن وجهتها إلى الخير والإصلاح أفادت فائدة كلية، وإن استعملتها في وجوه الأغراض والشهوات أضرت ضررا كبيرا.»
وقال أحمد نديم صاحب جريدة «النصيحة» بالقاهرة: «الصحافة اليوم تعد القوة الوطنية الكبرى، بل هي الجند الباسل الذي يهاجم ويدافع ... غير أنه جند سلام لا جند حسام.»
وقال إدوار جدي صاحب مجلة «الثريا» في القاهرة: «لا شيء يدل على أخلاق الأمة ومكانتها من الهيئة الاجتماعية مثل الجرائد، فهي المنظار الأكبر الذي ترقب فيه حركاتها وسكناتها، بل الصفحة البيضاء التي تكتب فيه حسناتها وسيئاتها، بل هي رائد الإصلاح ومهب ريح التقدم والفلاح، بل هي كواكب الهدى السيارة، ومطلع شمس التمدن والحضارة، رآها الناس آية فهاموا بها وعظموا شأنها ورفعوا مقامها، فأصبحت من أعظم أسباب حياتهم الأدبية، بل من أعظم ما يحتاجون إليه في هذه الحياة.»
وقال أديب بك إسحاق صاحب جريدة «مصر» في القاهرة: «الجريدة لفظ أطلق اصطلاحا على الصحيفة المفردة، أو الصحائف المصحفة تطبع في أوقات معينة، مشتملة أنباء وآراء ومباحث من السياسة أو الأدب أو العلم، أو منهن جمعاء.»
وقال أسعد خالد ونعوم لبكي صاحبا جريدة «الرقيب» في ريودي جانيرو: «والذي يقال عن اليراع من حيث هو خادم العقل، وممثل تصوراته بمرئيات الأمثلة، ومجسم أوهامه أجسام الحقيقة؛ يقال عن الصحافة نزيعته بالفائدة، وشقيقته بحميد العاقبة؛ فهي المعرض تتعارض به نفيسات نفثاته، فمؤثره حميد ومنبوذه أحمد، والساحة تعترك فيها صوارم الأقلام، فقتيلها راض والقاتل بريء.»
وقال الخوري أفتيميوس عفيش وحافظ عبد الملك منشئا «جريدة العالمين» في منتريال بأميركا: «يحسب بعضهم أن الصحافة مهنة للاستعطاء، ويعدها آخرون من أشرف المهن، إنها كالماء يتلون بلون الإناء، هي للاستعطاء إذا كان صاحبها مستجديا، وهي شريفة إذا كان صاحبها شريفا ... هي كالخطابة، إلا أن صوتها يرمي إلى أقصى، تسيطر على الناس بشيء محسوس، ولكنه غير محدد ولا معروف ... قد تزول دولة السيف والمدفع، وتلاشى قوة الكهرباء، وأما ذلك الفوز وتلك القوة المنبثقان من سماء الفكر، والمتجليان على طور الصحافة فلن يزولا.»
وقال الآباء اليسوعيون أصحاب جريدة «البشير» في بيروت: «الصحف إنما جعلت لسد منافذ الرذيلة وفتح أبواب الفضيلة.»
وقالت الأميرة ألكسندرة ملتيادي أفيرينوه صاحبة مجلة «أنيس الجليس» في الإسكندرية: «الصحافة إنما هي مدرسة جوالة، ترود ما بين الأفهام لتصلحها، وتجول ما بين المدارك لتهذبها، وإن كل منشئ لها إنما هو أستاذ لكل هؤلاء الناس الذين يقرءونها. وحسبك بهذا تعريفا للمنزلة العليا التي وصلت إليها، والمكان الرفيع الذي بلغته دون سواها من فنون الآداب التي تقدمتها.»
وقال الشيخ إسكندر العازار صاحب امتياز جريدة «صدى البرق» في بيروت: «الجرائد لسان الأمة، وهي كالحمامة تجوب البلاد وتحمل الأخبار إلى كل قطر.»
Unknown page