من جرى عليه قلم القاضي {فقف عند أمره} فإنه أشبه بنا وأولى بك {وأقام على حسن رأيه في القاضي، ولم يعرضه. وقول الأمير: إربع على ظلعك} معناه: إنك ضعيف فانته عما لا تطيقه {قال صاحب الأفعال: أربعت على الشيء: عطفت عليه؛ ومنه: إربع على نفسك: قال أبو عثمان: معناه: الزم أمرك وشأنك. قال: وتمثل المأمون، حين وضع رأس محمد المخلوع بين يديه، بقول الشاعر: يا صاحب البغي إن البغي مصرعة ... فاربع عليك فخير القول أعدله فلو بغى جبل يوما على جبل ... لاندك منه أعاليه وأسفله وقال الهروي: في حديث بعضهم، إنه لا يربع على ظلعك من ليس يحزنه أمرك. سمعت أبا محمد القرشي يقول: معناه: لا يقيم عليك، في حال ضعفك، من ليس يحزنه أمرك، أي لا يهتم بشأنك إلا من يحزنه حالك. قال: وأصله من ربع الرجل يربع ربوعا إذا أقام بالمقام. والظلع العرج كأنه يقول: لا يقيم على عرجك، إذا تخلفت عن أصحابك، إلا من يهتم بشأنك. وكان المصعب يشاور في شأنه صعصعة بن سلام، وعبد الرحمن بن موسى، وعبد الملك بن الحسن، والغازي بن قيس، وأمثالهم. وقال فيه ابن عبد البر، وقد ذكره: يكنى أبا محمد؛ شأمي الأصل، دخل الأندلس في أيام عبد الرحمن؛ واستقضاه هشام وكان يروى عن الأوزاعي وغيره. وكان لا يقلد مذهبا، ويقضى بما يراه صوابا. وكان خيرا فاضلا.
نبذ من أخبار محمد بن بشير المعافري وبعض سيره
كان هذا الرجل رحمه الله} ممن لقي مالك بن أنس عند توجهه إلى حج بيت الله الحرام. فلما عاد إلى الأندلس، استقضاه الحكم بن هشام؛ وقبل قضاءه على شروط: منها نفاذ حكمه على كل أحد، من الأمير إلى حارس السوق؛ وأنه إذا ظهر له العجز من
Page 47