Tarikh Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
الفصل الحادي عشر
قرب الوقت الذي تنبأ عنه نابوليون، وأوشكت الخصومة المتسترة أن تستحيل إلى حرب علنية، فترك الإمبراطور عاصمته في أوائل شهر آب ليتجه إلى معسكر بولونيا ويشرف على الجيش المستحكم على الشواطئ.
لم يطل هذا السفر أكثر من شهر، في هذه المدة أصدر الإمبراطور أمرا بجمع ثمانين ألف رجل على حدود النمسا. ولدى عودته إلى باريس فكر في وسط مشاغله الحربية، بإعادة تنظيم الرزنامة الغريغورية؛ إذ إن «الطقس» الجمهوري إنما كان منافيا لمجموع التنظيمات الدولية التي كان يحاط بها في كل مكان ولجت إليه سلطته. على أن تقسيم السنة التي اعتمدت عليه الاتفاقية إنما كان مؤسسا على حساب علمي، ولكن العلم أيضا سيظهر ضرورة العودة إلى الرزنامة القديمة ويعهد إلى لابلاس بتجديد عمل روما.
بعد مرور عشرة أيام من صدور المرسوم القاضي باستبدال الرزنامة القديمة بالرزنامة الجمهورية رأى نابوليون نفسه مضطرا أن يبين، لمجلس الشيوخ، سلوك النمسا وروسيا العدائي ويعلن سفره القريب إلى الجيش، قال: «حضرات الشيوخ، إن ظروف أوروبا الحالية أحوجتني إلى أن أكون بينكم لأطلعكم على ميولي.
سأترك عاصمتي لأضع نفسي على رأس الجيش، وأحمل إلى حلفائي نجدة سريعة، وأدافع عن أعز مصالح شعوبي.
إن أماني الأعداء البريين قد تمت؛ إذ قد بدأت الحرب في قلب ألمانيا، إن النمسا وروسيا قد اتحدتا مع إنكلترا، واندفع جيلنا من جديد في جميع كوارث الحرب. كنت منذ أيام لم أزل أعلل النفس بالسلام، ولكن الجيش النمسوي عبر الأين، وهوجمت مونيخ، وطرد منتخب بافيير من عاصمته. إذن فجميع آمالي قد تلاشت.
لقد انكشفت اليوم رداءة الأعداء البريين. إنهم خافوا أن تعود النمسا إلى ميول عادلة معتدلة فجروها إلى الحرب. أما إنني لآسف على الدم الذي سيهرق في أوروبا، ولكن الاسم الفرنسي سيلمع لمعانا جديدا.
أيها الشيوخ، عندما وضعت على رأسي التاج الإمبراطوري تقبلت منكم ومن المواطنين جميعهم عهدا بتأييده سالما لا لطخة عليه. لقد أعطاني شعبي في جميع المواقف براهين عن ثقته وحبه، وسيطير تحت أعلام إمبراطوره وجيشه التي لا يمر وقت قصير حتى تجتاز الحدود.
إن الحكام والجنود المواطنين جميعهم يرغبون في توطيد الوطن بعيدا عن نفوذ إنكلترا التي، إذا انتصرت، لا تمنحنا إلا صلحا محاطا بالذل والعار، وتكون شروطها الأولى إحراق بواخرنا، وإتلاف مرافئنا، وملاشاة صناعتنا.
لقد حققت جميع الوعود التي أعطيتها للشعب الفرنسي، وسيظل الشعب الفرنسي، في هذه الظروف الحرجة، عاملا على استحقاق لقب الشعب الكبير الذي حييته به في وسط ساحات القتال.
Unknown page