============================================================
12) وفي السنة الثانية من الهجرة ضيق كسرى بن هرمز على الأمم المخالفين له في دينه في جميع مملكته لما داخله من العجب لكثرة الفتوحات التي فتحها وأتقلهم بالخراج وأمر بهدم الكنايس بالشام وبالجزيرة وحمل ما فيها من الذهب والفضية والالات حتى الرخام إلى مملكته وفي السنة الثالثة للهجرة غزا شهريار القسطتطينية بجيوش عظيمة ونزل عليها ولم يقدر عليها وانصرف عنها وفي هذه السنة ضيق كسرى على أهل الرها وطلب منهم أن يننقلوا عن مذهب الملكية إلى اليعقوبية لأنه كان عنده طبيب اسمه يون اوهمه آنهم ما داموا على مذهب الملكية ربما مالوا إلى الروم وكاتبوهم فعرض عليهم القتل أو الانتقال إلى مذهب اليعقوبية فتتقلوا جميعهم وفي السنة الخامسة للهجرة خلع كسرى بعد تمانية وثلثين سنة من مملكته وذلك انه عاد إلى بلاده بعد آن اخريها هرقل ملك الروم تقل على الناس وعسفهم فاجتمعوا وخلعوه وجعلوا موضعه قباد ولده ويسمى سيرويه وهو ابن مريم بنت مورق ملك الروم وأحسن السيرة ورفع الخراج عن الناس حتى يعمهم عدله فلم يلبث إلا قليا حتى وقع الطاعون في أهل مملكته فهلك أكثرهم وهلك سيرويه وكانت مملكته تمانية أشهر ثم ملك بعده اردشير ولده فلم يلبث إلا خمسة أشهر وقتل وفي السنة السادسة للهجرة ملك على الفرس رجل من غير بيت المملكة اسمه شهريار فاحتالت امرأة من أهل بيت المملكة وقتلته وكانت مملكته اثتان وعشرون يوما ثم ملك بعده رجل من ولد هرمز يقال له كسرى ابن قباد بن هرمز فوتب عليه صاحب خراسان فقتله وكانت مملكته ثلثة أشهر (13) ثم من بعد نوران ابنة كسرى مدة سنة ونصف وفي السنة الرابعة للهجرة دخل شهريار في طاعة هرقل والسبب في ذلك آن قومأ سعوا بشهريار إلى كسرى أنه يقول أنا فتحت الفتوح كلها ويفتخر على كسرى فغضب كسرى وكتب إلى المرزيان بأن يحتال على شهريار وولده أمير العسكر فوقع الرسول والكتاب في يد هرقل فسير هرقل إلى شهريار وعرفه فطلب منه الأمان على نفسه ليحضر اليه فأمنه على نفسه وماله وحريمه فدخل شهريار إلى القسطنطينية فأقرأه هرقل الكتاب وأتاه بالرسول تعرفه شهريار وأخبره بالسبب فلما تحقق شهريار دخل في طاعته وبايعه وكتب شهريار إلى المزارية والمقدمين بأن كسرى قد كتب إلى المرزيان بقتلهم فدل جميعهم إلى هرقل وبايعوه وأطاعوه واستعد هرقل لغزو الفرس وكتب إلى خاقان ملك الحرر يسأله إمداده بأربعين ألف فارس على أن يصاهره ويزوجه ابنته وسار هرقل إلى الشام وجعل يفتح مدينة مديتة مما في أيدي الفرس وولي عماله عليها فلما بلغ كسرى خبر شهريار وأصحابه واتفاقهم مع هرقل وأنهم قد أقبلوا لمحاريبته وأن هرقل قد افتتح أكثر المدن هاله ذلك وتدم على ما فعل وكان أكثر جنود الفرس مفرقين في الشام
Page 8