============================================================
سليمان بن عبد الملك فولى سليمان أسامة مصر فدخل إليها وفعل أشد ممن تقدمه وكان يأمر الولاة بقتل الرعية وحمل أموالهم إليه ويكتب إلى الولاة قد سلمت اليكم أنفس الناس فتحملوا ما تقدرون عليه من الأموال وأحضر الرهبان وأوسمهم على أيديهم بحلقة حديد كل واحد وسم دايرة وتاريخه فإذا ظهر غير المرسوم قطعت يده ولم يحص دد من شوه به.
ثم كتب أن كلمن وجد طالعا أو نازلا من ساير الناس ولم يكن بيده منشور يؤخذ منه عشرة دناتير حتى أن امرأة أرملة ولها ولد آخذت متشورأ وسافرت وكان ابنها معها وهو على البحر يشرب ماء فأخذه التمساح والمتشور في جيبه فعادت وهي باكية فلم ترحم واعتقلت حتى باعت تيابها وتصدقت وغرمت حق المنشور ثانيا عشرة دناتير.
ثم سير إلى الديارات فوجد جماعة من الرهيان بغير وسم فضرب أرقاب بعضهم والبعض مات تحت الضرب ولما اشند هذا الأمر اجتمعت الناس من كل الطوائف والمذاهب فصلوا إلى الله فمات سليمان بن عبد الملك وملك بعده عمر(70) بن عبد العزيز فأتفذ إلى مصر وقبض على أسامة وجعل في حلقه طوق حديد وخشبة في ينيه ورجليه وحملوه فمات في الطريق تحت العقوبة وبعد ذلك مات عمر بن عبد العزيز وملك بعده يزيد بن عبد الملك فكسر الصلبان وهدم الكتايس ومات وولي بعده هشام وكان يخاف الله فكتب إلى مصر بأن يحروا التصارى على عوايدهم وما بايديهم من العهد وولى مصر عبد اللع ويسمى عبد الله بن صفوان وأوصاه على التصارى والرعايا فلما وصل إلى مصر ظلم أشد ممن تقدمه وأضعف الخراج وأمر أن يحصى الناس والبهايم وجعل على النصارى وسم عللمة صور أسد وكلمن يوجد وليس على يديه الوسم تقطع يداه فبلغ هشام ذلك فعزله وولاه إفريقية فعضى إليها وفعل أفعاله بمصر فقاموا عليه وقتلوا ابنه وشقوا فؤاده وأخرجوا مصاريته وضريوا بها راس آبيه وجرت عليه شدايد عظيمة: ومات طبباريوس ملك الروم في سنة ست وتمانين للهجرة وملك بعده يسطينياتوس.
الثالث عشر وهو سادس بني أمية الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
ويكنى آبا العباس وأمه ولادة ابنة العباس العبسية بويع له بالخلافة يوم توفي أبوه وفي أيامه الفتوحات الكثيرة وغزا أخوه مسلمة بن عبد الملك أرض الروم وسبي سبيأ كثيرا وغزا قتيية بن مسلمة أرض بيكند وما وراء التهر وحاصر بخارى ودخل إلى الصبغد وفرغانة والبغراس فاجتمت عليه الترك فقانظهم المسلمون وفتحوا مدينتهم العظمى (71) ونهبوا المسلمون منها أموالا جزيلة وصالح قتيبة بن مسلمة ملك خوارزم وابتتى بها مسجدا جامعا ووضع فيه متبرا وخطب فيه يوم الجمعة وصلى فيه بالمسلمين وأحضر الأصنام فحرقها وكاتت مسمرة بمسامير ذهب وزنها خمسين
Page 45