============================================================
فأما الحسين عليه السلام فإنه بعد مسير مسلم إلى العراق سار بأهل بيته إلى العراق متوجها إلى الكوفة فلما قرب إليها لقيه ألف فارس من خيل عبيد الله بن زياد لا برى منهم إلا الحرف مقدمهم الحر بن يزيد فنزل الحسين عليه السلام بكربلاء وعدة أصحابه خمسين فارسا وماية راجل ونزل خيول عبيد الله بن زياد بازائهم مقتل الحسين بن علي رضي الله عته.
ثم بعث عبيد الله بن زياد عمر بن سعد ابن آبي وقاس في آربعة آلف فارس لحرب الحسين عليه السلام فانضموا إلى الحر بن يزيد فصارت خمسة ألف ثم جهز شمر بن ذي الجيوش في خمسة ألف أخرى فلما كاتت ليلة الجمعة لعشر مضين من المحرم ركب أصحاب بن زياد وزحفوا لقتال الحسين فبعث إليهم الحسين قائلا ما الذي ترينون فقالوا تتزل على حكم عبيد الله بن زياد أو تناجزكم فاستمالهم تلك الليلة وانما أراد أن يوصي أهله ثم أمر أهله بالاتطلاق فأبوا إلا أن يقتلوا دونه.
فلما أصيح فجر يوم عشوراء وهو يوم الجمعة ركب الحسين وأصحابه ووضعوا المصحف أمامه ووعظهم فلم بتعظوا.
وحملوا عليه فحمل عليهم واتجاز الحر بن يزيد إليه وصار معه وقاتل دونه وهو أول قتيل من أصحاب الحسين ثم قثل عبد الله بن مسلم بن عقيل ثم جعفر وعبد الرحمن آبناء عقيل ثم محمد وعون آبناء عبد الله بن جعفر بن ابي طالب ثم علي الأكبر ابن الحسين ثم الحسين وكان الذي باشر قتله سنان بن أنس النخعي وقيل الشمر بن ذي الجيوس ضريه على وجهه فأدركه سنان فطعنه وألقاه عن فرسه واجتز رأسه خولي بن يزيد وقيل نصر (52) بن حرسته وقتل أصحاب الحسين جميعهم وسيق حريمهم كما تساق العبيد وكان مدة من أصيب من أصحاب الحسين اتتين وسبعين رجلا وقتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثلاثين رجلا فبعث عمر بن سعد رأس الحسين مع خولي بن يزيد إلى عبيد الله ابن زياد فأمر أن يطاف به الكوفة ثم نصب ومعه أربعون رأسا وسلم منهم زيد العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وعمره يومنذ تلاث وعشرين سنة وانما سلم لأنه كان مريضا ولم يقائل وكان عمر الحسين تسع وخمسين سنة وقيل خمس وخمسين سنة وقيل ست وخمسين سنة ثم بعث عبيد الله بن زياد ولد الحسين وأخواته وعماته والصبيان الأصاغر ورأس الحسين وأصحابه إلى يزيد بن معويه فلما وضع الرأس بين ينيه قرع ثناياه بقضيب وأنشد متمثلا تعلق هاما من رجال أعرة علينا وهم كاتوا أعق وأظلما ويروى عنه أنه تمتل ببيت من شعر عبد الله بن الدبعري فأضاف إليه بيتأ من شعره وهما
Page 33