188

Tarikh Muslimin

Genres

============================================================

بويع له بالخلافة يوم توفي جده القائم بأمر الله وهو عاشر شعبان سنة سبع وستين وأربعماية فبايعه الأكابر والأشراف وصلى على جده ودفنه واستقرت خلافة المقتدي واستفحل آمره وعمرت بغداد في أيامه وخطب له باليمن والشام وبيت المقدس واسترجع المسلمون في أيامه الرها وأنطاكية من أيدي الروم وكانت له همة عالية وشجاعة وهيبة فقامت حرمة الخلافة.

وفي هذه السنة كانت وفماة عز الدولة محمود بن تصر صاحب حلب وكانت مدة مملكته الثانية بعد ان تسلمها من عمه عطية عشر سنين وكان شجاعا كريما ممدوحا وهو الذي يقول فيه بن حبوس قصيدة.

أ بى الله إلا أن يكون لك السعد وليس لما بنعيه منع ولا رد ق صت حلب ميعادها بعد مطله وأبيض وصل ما مضى قبله صد تهزلوا الوصل حولك غصبه إذا طلبوا نالوا وان عقد وأشدو وخطية سمر وبيض صوارم وصافته رعف وصافته جردو ولما توفي عز الدولة قام بالملك بعده ولده الأمير نصر بن محمود بن مرداش وأمه ابنة الملك العزيز أبي المنصور بن جلال الدولة أبي طاهر بن بويه.

قال وقتل في سنة تمان وستين وأربعماية وذلك إن وتب عليه جنده الأتراك بظاهر حلب فقتلوه لليلتين مضيتا من شوال فكانت مدة مملكته سنة واحدة (281) وكان سالك طريق والده في الكرم والعطاء والحزم وحسن السيرة وامتدحه ابن حبوس شاعره بقصيدة من جملتها.

كفا الدين دهرأ ما قضاه لك الدهر فمن كان ذا قدر فقد وج الدر لقط طلب هدي البلاد بويلها بوارقها بشر وأمطارها اذا ما غمام خص أرضا بغيته هما

Page 188