============================================================
ثم انصرف الجند عما كاتوا بصدره وعادوا إلى الطاعة فخلع عليهم المسنتصر بالله فسكنت الفنتة.
قال وفي سنة اثتتين وستين وأربعماية خطب الأمير عز الدولة محمود بن تصر صاحب حلب لأمير المؤمنين القائم بأمر الله والسلطان عضد الدولة وكان قبل ذلك يدعو للمستتصر صاحب مصر وسبب ذلك أن السلطان قصد حلب فحاصرها مدة فخرج إليه عز الدولة محمود مستعطفا فظع عليه واحسن إليه ورده إلى حلب ورحل عنه.
وفيها سار ملك الروم من القسطنطيتية إلى الشام فنزل على منبج سنة عشر يوما وسار إليه المسلمون فهزمهم وقتل وسبى ثم اتقطعت الميره عن الروم فهلاى أكترهم جوعا وعاد من بقي منهم إلى القسطنطيتية.
وفي سنة ثلاث وستين وأربعماية سار السلطان ألب أرسلان نحو أخلاط في أربعين ألف فارس للقاء الروم فخرج اليهم بطريق في جموع عظيمة فتصر عليهم السلطان وأسر مقدمهم فجدع أتفه ثم وصل ملك الروم بتفسه فلقاه السلطان بمكان يعرف بالزهرة وذلك لخمس بقين من ذي القعدة فقاظهم السلطان يوم الجمعة فهزمهم وقتل المسلمون منهم يومهم وليلتهم ما لا يحصى وأسر ملك الروم فأطلقه السلطان على أن يحمل ألف ألف وخمسماية ألف دينار وتقرر عليه قطيعة كل سنة ظتماية ألف وسنين ألف دينار واطلاق كل أسير من في بلاد الروم من المسلمين.
فلما وصل ملك الروم إلى بلاده وجد أن الروم قد ملكوا غيره فأظهر الزهد ولبس الصوف (278) وبعث إلى السلطان مايتي ألف دينار وجوهرأ قيمته تسعون ألف دينار وحلف أنه لا يقدر على غير ذلك.
ثم قصد ملك الروم مستضيفا به فأخذه ملك الأرمن وشمل عبنيه وبعث إلى السلطان وأعلمه بذلك .
وفي سنة أربع وسنين وأربعماية كان مقتل السلطان ألب أرسلان وذلك أنه كان قد خرج من بغداد وعبر تهر جيحون في مايتي ألف مقاتل في شهر صفر وكان ببعض القلاع رجل خوارزمي اسمه يوسف قد امنتع وتحصن في القلعة فأمر السلطان أن يضرب له أربعة أوتاد وتشد أطرافه اليها فقال يوسف الخوارزمي يا مختث ملي يقتل هذه القتلة فغضب السلطان واحتد عليه وأخذ القوس والنشاب ورماه ثلاث مرات وهي تخطئ وكان إذا رمى لم يخطه فعدا يوسف إليه وضربه بخاصرته بسكين وأنرك الجند يوسف فقتلوه وشدت جراح السلطان وعاد إلى جيحون وتوفي لعشر مضين من رييع الاول وكانت مدة مملكته تسع سنين: وسيرته كان شجاعا عادلا حليما حسن الطوية والاعتقاد مواظبا على الصلاة والصدقة كثير الخوف من الله مجاهدا في سبيل الله.
Page 186