============================================================
وفيها بعث أبو بكر العلا ابن الحضرمي في جيش كثيف إلى قتال المرتدين بالبحرين فانهزم المرتدون وقتل منهم خلق كثير ثم رتب العلا ابن الحضرمي عسكر المسلمين في جهاد المرتتين حتى أبادهم ورجع بعضهم إلى الإسلام وقتل من ثيت على ارتداده وافنحم العلا بمن معه اليحر إلى دارين فقتلوا أهلها جميعهم واستباحوا أموالهم.
قال وفي السنة الثانية عشر كتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد ابن الوليد يأمره بالمسير إلى العراق فسار إليها وصالح أهلها وقرايا السواد على أن يؤدوا الجزية وكانت أول جزية قدمت المدينة ثم فتح الأنبار وعين اليمن وأنفذ السبي إلى المدينة وسار إلى تومه الجندل فقتل المننر وسبى ابنه الجودي وكانت لخالد في هذه السنة وقعات عديدة كان الظفر فيها للمسلمين وقتل من المشركين فيها ما لا يحصى كثرة وغنم المسلمون من الأموال ما لا يحد ولا بعد.
قال وفي سنة ثالثة عشر جهز آبو بكر رضي الله عنه الجيوش إلى الشام فبعث عمرا ابن العاص إلى فلسطين ويويد اين أبي سفيان وأبا عبيدة ابن الجراح وسرجيل بن حسنة إلى البلقا وعليا الشام وخالد بن سعيد بن العاص إلى تيما.
قال وفيها كانت وقعة بالشام بين خالد وبين يطريق من الروم اسمه ماهان فهزمه خالد ابن سعيد إلى ياب دمشق ونزل خالد مرج الصغير قأخذت الروم عليه الطريق وتأخروه القتال فقتل ولد سعيد وأكثر من معه (18) فانهزم بعض أصحابه إلى ذي المروة قلما بلغ أبا بكر الخبر سير معويه اين أبي سفيان إلى أخيه مددأ في جند من السلمين: وفيها كتب أبو بكر إلى خالد ابن الوليد وهو في العراق بأمره على أجناد الشام وأن يسير إليهم بشطر من معه فسار اليهم خالد في تسعة ألف.
وفيها فتحت مدينة بصرى وهي أول مدينة فتحت بالشام.
قال وفي هذه السنة توفي أبو بكر رضي الله عنه وذلك في يوم الجمعة لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسعة أيام وقيل سنتين وأربعة أشهر إلا أريعة ليال وكان عمره ثلاث وستين سنة وكان مرضه السل وصلى عليه عمر ابن الخطاب ودفن في حجرة عائشة.
قال كان طويلا ادم وقيل أبيض تحيفا خفيف العارضين يخضب بالحنا والكتم وكان متمسكأ بالزهد والورع معرضا من طيبات الدنيا وروي أنه كان يأخذ من بيت المال ثلثة دراهم أجرة وأنه قال لعائشة رضي الله عنها انظري يا تبيه ما زاد في مال أبي بكر منذ ولينا هذا الأمر فرديه على المسلمين فنظرت واذا كروا قطيفة ومسه قيمة الجميع خمسة دراهم فلما جاء بذلك الرسول إلى عمر قال رحم الله أبا بكر لقد كلف من بعده تعبا.
Page 11