Tarikh Misr Hadith
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genres
فلما رأى أنطيوخس حالة مصر من الارتباك بعد وفاة فيلوباتر عاد إلى ما كان شارعا فيه ففتح سوريا وفينيقية عنوة، وهم إلى مصر فعرض له شاغل أكثر أهمية، فعقد مع نواب مصر صلحا على أن يعطي ابنته كليوبطرا زوجة لبطليموس الخامس، وأن يترك له مقابل ذلك البلاد التي فتحها فقبلوا. (6-5) بطليموس الخامس أبيفان (205-181ق.م)
وفي 27 مارس سنة 205 قبل المسيح أجلس «أبيفان» على كرسي الملك، وسلم زمام الأحكام، فكتب الكهنة شيئا عن ذلك نقشا على حجارة في ثلاث لغات كانت متعارفة في ذلك العهد، وهي الهيروغليفية (القلم المصري القديم)، والديموطقية، واليونانية، وقد وجد أحد هذه الحجارة في رشيد، وبواسطته توصلوا إلى حل رموز القلم المصري القديم كما مر بك، وفي سنة 192 زفت «كليوبطرا» ابنة «أنطيوخس» إلى أبيفان بطليموس الخامس، وفي نحو السنة الثامنة عشرة من حكمه زادت التشكيات والتظلمات لسوء تدبيره وضعفه، وما زال الأهلون يزيدون عليه حنقا وحقدا حتى يئسوا من الإصلاح؛ فأماتوه مسموما في سنة 181 قبل المسيح. (6-6) بطليموس السادس فيلوماتر (181-146ق.م)
فتولى مكانه ابنه «فيلوماتر» وهو بطليموس السادس، وله من العمر خمس سنوات، فحكم تحت رعاية أمه كليوبطرا، فأقامت له أوصياء من رجال دولته العقلاء، وفي السنة الحادية عشرة من حكمه انتشبت الحرب بين مصر وسوريا، وما زالت بينهما سجالا حتى انتهت بانهزام المصريين وأسر ملكهم فيلوماتر، وسار السوريون في مصر برا إلى منف، أما الإسكندريون فلما علموا بسقوط منف وأسر ملكهم أقاموا عوضا عنه أخاه إفرجيت الثاني، وبعد أربع سنوات أخرج السوريون من مصر بمساعدة الروم، وعادت مصر لحكم البطالسة فعاد فيلوماتر إلى منصبه. (6-7) بطليموس السابع إفرجيت الثاني (146-117ق.م)
وفي سنة 768 قبل الهجرة أو 146 قبل المسيح توفي فيلوماتر بعد أن حكم 35 سنة، فأقيم على مصر «إفرجيت الثاني» وهو بطليموس السابع، وقد كان الحق في الحكم لابن فيلوماتر إلا أنه كان صغيرا فقتله عمه وتزوج بأمه فكان الوريث الوحيد، ولم يكن إفرجيت الثاني حسن السياسة؛ فكان يقتل، ويسجن، ويستبد في أحكامه بغير وجه حق، فكرهته الرعية وصاروا يتوقعون له داهية، وبالغوا في اضطهاده إلى حد أنه لم يعد يمكنه البقاء بينهم، ففر من مصر ثم عاد إليها، وما زال حملا ثقيلا على عاتق رعيته إلى آخر أيام حكمه، فاهتدى إلى الصراط المستقيم، وأخذ في تنشيط العلم والصناعة حتى إنه كان يمارسها بنفسه، وألف نحوا من أربعة وعشرين كتابا معظمها في علم الحيوان. (6-8) بطليموس الثامن والتاسع سوتر الثاني وإسكندر (117-82ق.م)
وفي سنة 739 قبل الهجرة أو سنة 117 قبل المسيح توفي إفرجيت الثاني بعد أن حكم 29 سنة ، فاستدعت كليوبطرا أولادها، وكان البكر في قبرص فأتى مصر فولته الملك، ودعته «سوتر الثاني»، ويسميه العرب «شوطار» فهو بطليموس الثامن، ثم سعت في إبعاده لغرض في نفسها فأشاعت أنه مضمر قتلها، فثارت الرعية عليه ففر إلى قبرس ثم إلى سوريا، فاستدعت أخاه «إسكندر» وولته الملك فكان بطليموس التاسع، فخاف على نفسه أيضا، ففضل الاعتزال على أخطار الملك، ففر إلى قبرس، وكان أخوه «سوتر الثاني» في سوريا يستعد للهجوم على مصر، فلما رأت كليوبطرا قرب مجيء الجيوش لمحاربتها أخطرت ابنها إسكندر فعاد من قبرس، وبعد يسير عادت الأمور إلى مجاريها، أما كليوبطرا فكانت رغم كل عاطفة والدية تحاول التخلص من ابنها هذا. أما هو فعلم بما في نفسها وسبقها إلى ذلك فذهب بحياتها، وفر من مصر، فاستدعى أهالي الإسكندرية سوتر الثاني من سوريا؛ ليستلم زمام الأحكام فقدم فرحب به المصريون إلا أهالي طيبة لكنهم ما لبثوا أن أذعنوا.
وفي أيام سوتر هذا كانت مملكة الروم آخذة في الاتساع، ودولتهم بالقوة والثروة، ثم مات سنة 82 قبل المسيح بعد أن حكم في المرة الأولى عشر سنوات، وفي الثانية سبع سنوات ونصف. (6-9) بطليموس العاشر إسكندر الثاني (82-80ق.م)
فتولى مكانه ابنه «إسكندر الثاني» أو بطليموس العاشر، ولم يحدث في أيامه ما يستحق الذكر إلا أن دولة الروم كانت قد استولت على سوريا وسيرينيا وليبيا واليونان، فأصبحت مصر محصورة لا تستطيع حراكا، وكان إسكندر هذا ساعيا جهده في إرضاء الرعية لكنهم لم يكونوا يحبونه بل كانوا يرون فيه العسف والظلم، وما زالوا عليه حتى أبعدوه من الإسكندرية، فسار إلى صور فاعتراه مرض اشتد عليه حتى ذهب بحياته. (6-10) بطليموس الحادي عشر أوليتس (80-52ق.م)
ولم يبق من العائلة الملوكية من يحكم بعد إسكندر، فانتخب الإسكندريون رجلا منهم يدعى «ديونيسيوس» ولقبوه «بأوليتس» لأنه كان مغرما بالفلوت (الآلة الموسيقية المعروفة) ولم يكن يهمه أمر الملك، على أن مصر كانت بغاية الاحتياج إلى الحكمة والتدبير؛ لما كان يهددها من المخاطر، فثار الأهالي عليه في طلب الإصلاح وهو غير قادر عليه، ولم يكن في وسعه إخماد الثورة؛ لأن الجيوش - الذين هم حامية البلاد - كانوا في جملة الثائرين، فترك مصر وفر إلى رومية، وكان له ابنتان الواحدة تدعى «كليوبطرا» والأخرى «برنيس» وبعد بضعة أشهر ماتت الأولى (كليوبطرا) فتولت الثانية مدة سنتين فعلم أوليتس بذلك فعاد إلى مصر وقتل ابنته قصاصا لها على اختلاسها الملك. (6-11) آخر البطالسة كليوبطرا (52-30ق.م)
وبعد يسير توفي أوليتس فتولت ابنة له ثالثة اسمها أيضا كليوبطرا، وكانت بالغة رشدها، ولولا ذلك لتولى أخوها ديونيسيوس الثاني، وقد كان لحرسه أن يتولى مكانه إلا أن كليوبطرا جلست على كرسي الملك حالا ودعت نفسها ملكة، وكانت مدة حكمها 22 سنة، وهي آخر من حكم من الدولة اليونانية في القطر المصري، وكان لهذه الملكة مطامع في السيادة، وقد ملكت رغم مشقات كثيرة كانت تحول بينها وبين ما تريد، ففي أول الأمر نازعها أحد إخوتها ووافقه الأهلون فأخرجوها من مصر، فسارت إلى سوريا، واستنجدت بجيوش الروم فساعدها يوليوس قيصر القائد الروماني الشهير، وأعاد لها الملك، وأغرق أخاها في النيل، فتولت وتزوجت أخاها الآخر. ثم سارت برفقة قيصر إلى رومية وبقيت عنده إلى يوم مقتله سنة 44ق.م، ولما جاء يوليوس قيصر الإسكندرية زار قبر الإسكندر، وكشف عن جثته، ووضع عليها إكليلا كما ترى في شكل
1-16 .
Unknown page