Tarikh Misr Hadith
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genres
الجزء الأول
فاتحة الكتاب للطبعة الأولى
مقدمة الطبعة الثانية
مقدمة
فذلكة في تاريخ مصر القديم
1 - الدور الجاهلي
2 - الدور المسيحي
تاريخ مصر الحديث
1 - فصل في مصادر تاريخ مصر الحديث
2 - جغرافية مصر الحديثة
Unknown page
3 - الدور الإسلامي
4 - الدولة الأموية
5 - الدولة العباسية للمرة الأولى
6 - الدولة الطولونية
7 - الدولة العباسية للمرة الثانية
8 - الدولة الإخشيدية
9 - الدولة الفاطمية
10 - الدولة الأيوبية
11 - دولة المماليك الأولى
12 - دولة المماليك الثانية
Unknown page
الجزء الثاني
بيان
1 - الدولة العثمانية
2 - الحملة الفرنساوية
3 - الأسرة المحمدية العلوية (من سنة 1805 ولا تزال)
الجزء الأول
فاتحة الكتاب للطبعة الأولى
مقدمة الطبعة الثانية
مقدمة
فذلكة في تاريخ مصر القديم
Unknown page
1 - الدور الجاهلي
2 - الدور المسيحي
تاريخ مصر الحديث
1 - فصل في مصادر تاريخ مصر الحديث
2 - جغرافية مصر الحديثة
3 - الدور الإسلامي
4 - الدولة الأموية
5 - الدولة العباسية للمرة الأولى
6 - الدولة الطولونية
7 - الدولة العباسية للمرة الثانية
Unknown page
8 - الدولة الإخشيدية
9 - الدولة الفاطمية
10 - الدولة الأيوبية
11 - دولة المماليك الأولى
12 - دولة المماليك الثانية
الجزء الثاني
بيان
1 - الدولة العثمانية
2 - الحملة الفرنساوية
3 - الأسرة المحمدية العلوية (من سنة 1805 ولا تزال)
Unknown page
تاريخ مصر الحديث
تاريخ مصر الحديث
من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
تأليف
جرجي زيدان
الجزء الأول
فاتحة الكتاب للطبعة الأولى
حمدا لمن جعل أقاصيص الأولين عبرة للآخرين، أما بعد: فلا أزيد القارئ علما بحد التاريخ، ولا بما له من المنزلة الرفيعة بين سائر العلوم، ولا بما يترتب على الإقبال عليه من إصلاح الشئون، وإنما أكتفي بكونه أكثر ارتباطا بمصالح خاصة الناس منه بمصالح عامتهم. فقادة التمدن، ورجال السياسة، وكبار المصلحين أحوج إلى معرفته من سائر أفراد الأمة، ولذلك رأينا ولاة الأمور على اختلاف الأزمان والأحوال يصرفون العناية في مطالعته، وتفهم خفاياه، ويبذلون النفيس في استطلاع مكنوناته، وجمع شظاياه، فتكاد لا ترى مؤرخا من القدماء إلا وقد أوعز إليه ولي الأمر أو من جرى مجراه أن يضع في التاريخ كتابا، بل كثيرا ما رأينا من ولاة الأمور أنفسهم من ألف فيه كتابا غير مبال بما يقتضيه ذلك من تجشم المشاق، ولا مستنكف من أن يقول الناس: إنه اعتنى بما هو دون مقامه.
ذلك كان شأن هذا العلم في الأزمنة الخالية، يوم لم يكن يتيسر لضعيف مثلي أن يطرق بابه أو يخوض عبابه؛ لقصر باعه عما يحتاج إليه في ذلك من المادة التي تمتنع إلا على الملوك أو المقربين منهم.
أما الآن فما يتباحث فيه الملوك صباحا في مؤتمراتهم السرية بأقاصي المغرب لا يأتي عليه الضحى حتى يذيع بين الصانع والتاجر في أقاصي المشرق، والفضل في ذلك لأسلاك البرق وصحف الأخبار التي لم تغادر بين الخاصة والعامة حجابا. فلا غرو - والحالة هذه - إذا تجرأ من كان عاجزا مثلي على أن يضع في مثل ذلك كتابا.
Unknown page
ولما كانت المملكة المصرية من أقدم الممالك تمدنا، وأكثرها حوادث وطوارئ ومحنا؛ لكثرة ما تداول عليها من الدول المتباينة نزعة ولغة ووطنا، كانت أجدرها بتدوين تاريخها عبرة للذين يعتبرون.
وبما أن تاريخها بعد الفتح الإسلامي أكثر ارتباطا بحالتها الحاضرة من تاريخها قبله كان أكثر فائدة وأحوج إلى التدوين، وهذا ما ندعوه بتاريخ مصر الحديث.
وقد قام من كتبة العرب وأفاضلهم كثيرون اعتنوا بالكتابة عن مصر وتاريخها القديم والحديث، وسيأتي ذكرهم، وذكر مؤلفاتهم في الجزء الأول من هذا الكتاب عند الكلام عن مصادر تاريخ مصر الحديث، وأحدث هذه المؤلفات: «الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة، ومدنها، وبلادها القديمة والشهيرة» تأليف العلامة الفاضل صاحب السعادة علي باشا مبارك، ناظر عموم المعارف، جعله عشرين جزءا كبيرا، وهو من التآليف التي لا يقدم على كتابتها إلا أصحاب الهمم العالية، والمعارف الواسعة، وقد كان عليه معتمدي، وإليه مرجعي في كثير من المواضيع، ولا سيما فيما يتعلق بالشوارع والجوامع.
ومن الغريب أني لم أر بين المؤرخين الذين كتبوا عن مصر من اعتنى بوضع تاريخ لها مستوف على أسلوب قريب من فهم العامة، ورضى الخاصة، تتعاقب فيه الحوادث بتعاقب السنين مع علاقة كل ذلك بالدولة الإسلامية عموما وسائر الدول المعاصرة، وأغرب من ذلك أني لم أر بين مدارس القطر السعيد - من أميرية وغير أميرية - مدرسة تعتني بتدريس هذا التاريخ الذي هو تاريخ بلادها، ولعل السبب في ذلك : عدم وجود الكتب الموضوعة على أسلوب مناسب للتدريس.
وقد رأيت الناس يلهجون باحتياج البلاد إلى مثل هذا التاريخ؛ فأخذت على نفسي - مع علمي بعجزي - أن أبذل الجهد في سد هذا العوز، معتمدا على أصح الروايات، وأصدق الكتبة من ثقات المشرق والمغرب، ملتزما في كل ذلك صحة النقل، وانتقاء أصح الروايات، وتطبيق كل ذلك على الأحكام العقلية، وإغفال كل ما هو مقول بغير قياس من التقاليد والخرافات.
وقد عنيت إتماما لمعدات التأليف بتفقد الآثار العربية بنفسي بإذن من نظارة الأوقاف الجليلة، فزرت معظم جوامع القاهرة وضواحيها، ولا سيما ما كان منها قديما كجامع عمرو، وجامع ابن طولون، والجامع الأزهر، وجامع السلطان حسن، وجامع السلطان برقوق، وجامع قايت باي، وجامع الغوري ... وغيرها، وزرت ما هنالك من البنايات القديمة كالقلعة وما جرى مجراها، وتسلقت ما صعب مسلكه منها، ولا سيما أسوار القاهرة القديمة وأبوابها كباب النصر، وباب الفتوح، وباب الشعرية ... وغيرها، ومن هذه الأماكن ما قد تداعت أركانه، وصعب الصعود إليه إلا بالمخاطرة. فكثيرا ما كنت أخاطر بحياتي لهذه الغاية، ومن الآثار العربية التي تفقدتها - ما عدا الجوامع والمشاهد والتكيات والشوارع - قصر الشمع، أو دير النصارى في مصر القديمة، ودار التحف العربية في جامع الحاكم بشارع النحاسين، وغير هذه الأماكن في القاهرة وضواحيها كالقناطر الخيرية ... وغيرها.
أما الآثار المصرية القديمة: فقد تفقدتها كلها أيضا، ولا سيما ما هو منها في مصر العليا مبتدئا من أهرام الجيزة بجوار القاهرة إلى ما وراء وادي حلفا آخر حدود مصر، فزرت خرائب سقارة وإسنا، وطيبة، والكرنك، وبيبان الملوك، وجبل السلسلة، وأنس الوجود، وأبا سنبل ... وغيرها، ومثل ذلك آثار مصر السفلى مبتدئا بالمطرية فأتريب فغيرها، وفي مصر العليا فضلا عن الآثار المصرية القديمة آثار استحكامات وبنايات بناها المماليك أو غيرهم في حال محاربتهم حكومة البلاد أو دفاعهم عنها.
كل هذه الأماكن تفقدتها جيدا إتماما لمعدات التأليف، ولما توفرت لدي المواد اللازمة باشرت تأليف هذا الكتاب، ودعوته: «تاريخ مصر الحديث» من الفتح الإسلامي إلى هذه الأيام. ثم رأيت أن الفائدة لا تتم إلا إذا جعلت في مقدمته ملخص تاريخ مصر القديم؛ ربطا للحوادث بعضها ببعض، وبتزيينه بالرسوم، والخارطات، وإيضاحات أخرى. فجاء بحمد الله كتابا في جزأين كبيرين، وهاك ملخص ما تضمنه: (1)
فذلكة في تاريخ مصر القديم من أول عهدها إلى الفتح الإسلامي. (2)
تاريخ مصر الحديث من الفتح الإسلامي إلى هذه الأيام، وهو مقسوم إلى دول تحتها خلافات أو سلطنات أو أمارات مرتبة حسب أزمان حكمها، فيبدأ بدولة الخلفاء الراشدين، فبني أمية، فالعباسيين، وهكذا حتى العائلة المحمدية العلوية الحاضرة. (3)
Unknown page
وفي الكتاب زهاء مائة رسم، بينها رسوم الجناب العالي والمغفور له محمد علي باشا، والخديوي السابق، وبونابرت، ورعمسيس الثاني، وتحوتمس الثالث، وأمنوفيس الثالث وغيرهم، وبين هذه الرسوم أيضا معظم النقود الإسلامية، ولا سيما المضروبة في مصر منذ صدر الإسلام إلى اليوم، ورسوم أخرى كحجر رشيد، وآلهة المصريين، وخرائب المطرية، وأنس الوجود، وإدفو ... وغيرها. (4)
وفي ذيل الكتاب جدول عام لأسماء الذين تولوا مصر من الأمراء والخلفاء والسلاطين والباشوات، من الفتح الإسلامي إلى اليوم، مرتبة حسب أزمان حكمهم، وبجانب ذلك عدد الصفحة التي ذكرت فيها تولياتهم من هذا الكتاب، ثم إذا كانوا أمراء أو ولاة يذكر بإزاء ذلك أسماء الخلفاء أو السلاطين الذين تولوا البلاد باسمهم. (5)
في خاتمة الكتاب فهرس أبجدي عام لكل ما ورد في هذا الكتاب من المواضيع المهمة كالفتوحات، والمحاربات، والبنايات، والتقلبات، وأسماء الخلفاء والسلاطين والأمراء والباشوات ... وغيرهم ممن حكموا مصر. هذا فضلا عن فهرس خاص لكل من جزئي الكتاب. (6)
قد جعلت للكتاب فضلا عن الرسوم المتقدم ذكرها أربع خارطات، وهي: أولا: خارطة مدينة القاهرة كما هي الآن. ثانيا: خارطة مصر السفلى. ثالثا: خارطة مصر العليا. رابعا: خارطة القطر المصري قبل الفتح الإسلامي.
وقد عنيت في ضبط هذا التاريخ، وربط حوادثه جهد الطاقة، مغفلا كثيرا من الروايات التي ترجح فسادها بعد النظر والتروي، متحاشيا الألفاظ المستهجنة، والتعبيرات المعقدة ما أمكن، متخذا أفضل أسلوب تفهمه العامة، وترضاه الخاصة بغير إخلال ولا إملال. راجيا من أصحاب النقد أن ينظروا إليه بعين الرضى إذ العصمة لله وحده سبحانه وتعالى.
يقال في الأمثال «من ألف فقد استهدف، فإن أحسن فقد استعطف، وإن أساء فقد استقذف» أما أنا فإن أحسنت فإن الفضل لأفاضل الكتبة، وثقات الرواة الذين سبقوني؛ لأني لم آت بشيء من عند نفسي ما خلا الحوادث التي قدر لي أن أكون فيها شاهد عين، وما تفقدته بنفسي من الآثار العربية والمصرية، وإن أسأت فذلك دأب العاجز، ولكني أرغب إلى من يعثر لي على خطأ أن ينبهني إليه، فأشكر سعيه، وأثني عليه؛ لأني أستحيي من الحق إذا عرفته أن لا أرجع إليه. أو يعذرني فإن أعقل الناس أعذرهم للناس، ولا أقول إن كل خطأ سهو جرى به القلم، بل أعترف أن ما أجهل أكثر مما أعلم، وما تمام العلم إلا لمن علم الإنسان ما لم يعلم.
هذا، وأرجو أن تصادف خدمتي هذه لدى إخواني أبناء هذا القطر السعيد قبولا وإقبالا، وأتقدم إلى رجال العلم منهم أن يتحفونا من نفثات أقلامهم بما هو أوفر مادة وأجزل نفعا؛ لأني أعلم أن بين ظهرانيهم رجالا لهم من العلم وسعة المعرفة ما يؤهلهم لما هو أفضل من ذلك كثيرا. فتتم سعادة البلاد، ونكون قد قمنا ببعض الواجب علينا نحوها ونحو أميرها الخطير سمو خديوينا المعظم محمد توفيق باشا الأفخم أدام الله أيامه باسمة الثغور، في ظل صاحب الخلافة العظمى مولانا السلطان الغازي عبد الحميد خان أيد الله أيام دولته بالعز والإقبال، وأدام شوكته واقتداره ما تكرر الجديدان.
مقدمة الطبعة الثانية
شكل 1: كاتب مصري قديم.
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب سنة 1889 فلاقت إقبالا حسنا نشطنا على المثابرة في خدمة العلم، وما زلنا من ذلك الحين، ونحن نزداد معرفة في أحوال مصر، ونتتبع تاريخها. فلما عزمنا على إعادة الطبع أضفنا إلى الطبعة الأولى زيادات هامة في مواده ورسومه، فضلا عن زيادة التدقيق والتحري، وهاك مزيات هذه الطبعة: (1)
Unknown page
أنها أقرب إلى الدقة والتحقيق. (2)
تحتوي على تاريخ بضع وعشرين سنة لم تدركها الطبعة الأولى. (3)
قد توسعنا في أكثر المواد، وخصوصا في القسم الأخير، وعلى الأخص في تاريخ الأسرة الخديوية وما جرى في أيامها من الحوادث العظام؛ كالتقلبات السياسية التي جرت في زمن محمد علي، وما أدخله هذا الرجل العظيم من الإصلاحات العلمية والاقتصادية والسياسية والتجارية، وفعلنا مثل ذلك في أزمنة خلفائه إلى اليوم، ويدخل فيه علاقات مصر مع الدول على زمن إسماعيل باشا، والحوادث العرابية والسودانية في زمن الخديوي السابق، وما كان من النهضة العلمية والمالية والسياسية في زمن سمو الخديوي الحالي، ويصح أن يقال إننا كتبنا تاريخ الدولة الخديوية ثانية، ونظرنا فيه من الوجهة السياسية والعلمية والاقتصادية مع التوسع والتدقيق؛ فأصبح الكتاب أكبر حجما وأوسع مادة. (4)
زيناه بنيف ومائتين من الرسوم والخرائط، وبينها رسوم مشاهير مصر وغيرها في السياسة والعلم والإصلاح، وصور أهم المواقع التي جرت فيها الحوادث بمصر والشام، وآلات الحرب والحصار، وأشهر الآثار البنائية، فضلا عن النقود الإسلامية، والآثار المصرية القديمة، ومن الخرائط: خريطة مصر في زمن الفراعنة، والوجه البحري اليوم، ورسم القاهرة على اختلاف أعصرها، وخرائط بغداد، والخرطوم، وأم درمان ... وغيرها.
شكل 2: حجر رشيد.
فنرجو أن تصادف خدمتنا قبولا، والله حسبنا ونعم الوكيل.
مقدمة
(1) أقسام تاريخ مصر العام
يبدأ تاريخ مصر العام عند إقامة أول حكومة نظامية فيها، وقد علم من مصادر مختلفة سيأتي ذكرها أن أول حكومة أقيمت من هذا النوع كانت في أول القرن الستين قبل المسيح، أي: منذ نحو سبعة آلاف سنة على وجه التقريب.
أما قبل ذلك فكانت قبائل مستقلة تحت سلطة فئة من الكهنة، يقال لهم بلغة مصر القديمة: «حورشسو» وهم آخر من حكم المصريين قبل الدولة الملكية الأولى التي أول ملوكها «منا» وهو أول من أقام في وادي النيل حكومة نظامية، ومنه يبتدئ تاريخها.
Unknown page
وقد قسم المؤرخون تاريخ مصر العام بالنسبة إلى تمدنها إلى ثلاثة أدوار كبرى، وهي: (1)
الدور الجاهلي:
يبتدئ عند أول دخولها في سلك الممالك سنة 5626ق.ه أو 5004ق.م، وينتهي سنة 241ق.ه أو 381ب.م، وذلك عندما نهى الإمبراطور ثيودوسيوس عن عبادة النصب والتماثيل، وأمر باتباع الدين المسيحي. (2)
الدور المسيحي :
يبتدئ عند شيوع سنة ثيودوسيوس، وينتهي عند فتوح الإسلام سنة 18ب.ه أو 640ب.م. (3)
الدور الإسلامي:
ويبتدئ عند فتوح الإسلام، ولا يزال. (1-1) أقسام الدور الجاهلي
يقسم هذا الدور إلى خمس دول تسلط في أثنائها على مصر 34 عائلة، وهي: (1)
الدولة الملكية القديمة:
تبتدئ بتسلط العائلة الأولى، وتنتهي بانتهاء العائلة العاشرة (أي من 5626-3686ق.ه أو من 5004-3064ق.م)، ومدة حكمها 1940 سنة. (2)
Unknown page
الدولة الملكية الوسطى:
تبتدئ بالعائلة الحادية عشرة، وتنتهي بانتهاء العائلة السابعة عشرة (من 3686-2325ق.ه أو من 332-1703ق.م)، ومدة حكمها 1361 سنة. (3)
الدولة الملكية الأخيرة:
تبتدئ بالعائلة الثامنة عشرة، وتنتهي بانتهاء العائلة الحادية والثلاثين (من 2325 إلى 954ق.ه أو من 1703-332ق.م)، ومدة حكمها 1371 سنة. (4)
الدولة اليونانية:
تبتدئ بالعائلة الثانية والثلاثين، وتنتهي بانتهاء العائلة الثالثة والثلاثين (من 954-652ق.ه أو من 332-30ق.م)، ومدة حكمها 302 سنة. (5)
الدولة الرومانية:
ويسميها العرب دولة الروم، وهي العائلة الرابعة والثلاثون الرومانية (من 652-241ق.ه أو من 30ق.م-381ب.م)، ومدة حكمها 411 سنة. (1-2) الدور المسيحي
أما الدور المسيحي: فهو عبارة عن استمرار الدولة الرومانية بعد ثيودوسيوس إلى فتوح الإسلام (من 241ق.ه-18ب.ه أو من 381-640ب.م)، ومدته 360 سنة. (1-3) أقسام الدور الإسلامي
يقسم الدور الإسلامي إلى اثنتي عشرة دولة، وهي: (1)
Unknown page
دولة الخلفاء الراشدين (من 18-41ب.ه أو من 640-661ب.م). (2)
الدولة الأموية (من 41-132ب.ه أو من 661-250ب.م). (3)
الدولة العباسية للمرة الأولى (من 132-257ب.ه أو من 750-870ب.م). (4)
الدولة الطولونية (من 257-292ب.ه أو من 870-905ب.م). (5)
الدولة العباسية في المرة الثانية (من 292-323ب.ه أو من 905-934ب.م). (6)
الدولة الإخشيدية (من 323-358ب.ه أو من 934-969ب.م). (7)
الدولة الفاطمية (من 358-567ب.ه أو من 969-1171ب.م). (8)
الدولة الأيوبية (من 567-648ب.ه أو من 1171-1250ب.م). (9)
دولة المماليك الأولى (من 648-784ب.ه أو من 1250-1382ب.م). (10)
دولة المماليك الثانية (من 784-923ب.ه أو من 1382-1517ب.م). (11)
Unknown page
الدولة العثمانية (من 923-1216ب.ه أو من 1517-1801ب.م). (12)
الدولة المحمدية العلوية (من 1216ب.ه أو 1801ب.م، ولا تزال).
ويقسم تاريخ مصر العام أيضا إلى قسمين عظيمين: قديم، وحديث؛ أما القديم: فمن أول تاريخها إلى الفتح الإسلامي، ويشتمل على الدورين الأولين الجاهلي والمسيحي، والحديث: منذ الفتح الإسلامي إلى هذا اليوم، ولا يزال. (2) مصادر تاريخ مصر القديم
ما زال تاريخ مصر القديم محجوبا عنا حتى أتيح لأبناء القرن الماضي حل رموز الكتابة الهيروغليفية (القلم المصري القديم) على أن تاريخ العهد القديم لم يخل من بعض التلميح إلى ذلك مما لم يكن من النصوص التاريخية ما يعضده، وما زال ذلك شأن تاريخ مصر القديم إلى القرن السابع قبل المسيح عند استيلاء اليونان على وادي النيل، ومن مصادر تاريخ مصر القديم: (2-1) نصوص المؤرخين القدماء
إن هيرودوتس الرحالة المؤرخ اليوناني هو أقدم من كتب عن مصر ما يصح أن يسمى نصا تاريخيا، وقد جال هذا المؤرخ في وادي النيل سنة 455 قبل الميلاد.
وبعد هيرودوتس ظهر سبانيتوس أحد كهنة المصريين العظماء في القرن الثالث قبل المسيح، وكتب تاريخا نفيسا عن مصر، لكنه فقد، ولم يصلنا منه إلا بعض ما ذكره يوسيفوس في آثار الإسرائيليين، وما كتبه سنسلوس أحد كتبة القرن الثامن. ثم جاء ثيودوروس من صقلية سنة 8 قبل المسيح، ومن هؤلاء الثقات: سترابو العام الجغرافي، وبلوتارخس المؤرخ الذي ظهر في القرن الأول المسيحي، وأما قائمة أسماء الملوك لمانيثون فقد وجدت بين ما كتبه بعض المؤرخين المسيحيين، ويقال بالإجمال: إنه لم يكتب عن مصر شيء جدير أن يدعى نصا تاريخيا إلا منذ القرن الخامس قبل المسيح. (2-2) الآثار
واعلم أن ما كتبه أولئك المؤرخون لم يفدنا شيئا صريحا عما وراء القرن السابع قبل المسيح. أما الآثار - تلك الأطلال الباقية التي نراها ميتة لا حراك بها، وقد بقيت رغم تقلبات الزمان، وأفعال العناصر - فإنها تنطق بأفصح لسان، وتنادي بأجلى بيان عن عظمة صانعيها، وهي لا تخبرنا عن تاريخهم فقط بل توضح أمامنا أيضا عاداتهم وأخلاقهم ومكانتهم من الحضارة وعلو الهمة ورفعة المنزلة. فقد نقشوا عليها من الرسوم والرموز ما جعلها كتابا مزينا بالرسوم والأشكال لا تحرقه النار، ولا يخرقه الفار.
هذه الهياكل العظيمة، والمسلات الشامخة، والتماثيل الهائلة هذه المدافن، هذه الأهرام، هذا أبو الهول، بل هذه الجثث البالية نراها صماء، وقد أفعم الأحياء نطقها، وقد كانت بالحياة، وعلقت آمالها بالمعاد فابتنت لأنفسها البنايات الشاهقة القويمة العماد تبقى معها في عالم الخلود تقص على القادمين أقاصيص الأقدمين، وجميع هذه تعد من وثيق المصادر التاريخية. (2-3) الكتابة الهيروغليفية
يظهر أن ملوك الروم أثناء تسلطهم على مصر لم يكترثوا بهذه الكتابة، بل أهملوها شأن أكثر المفتتحين بلغة من يتسلطون عليهم، فبقيت محجوبة تغشاها دواعي الجهل إلى أيام الحملة الفرنساوية في أوائل القرن الماضي؛ إذ أتيح لأحد رجالها أن يحل بعض رموزها، وقام بعده جماعة اعتنوا بحلها فأتوا على فهمها جيدا بحيث أمكنهم قراءة ما كتب بها على البردي (البابيروس) والأحجار، فخدموا التاريخ خدمة تستحق الاعتبار، وهاك كيفية توصلهم إلى حلها بالإيجاز: لما قدم نابوليون الأول إلى مصر اكتشف أحد رجاله سنة 1799 بالقرب من ثغر رشيد حجرا أسود غير منتظم الشكل إلا سطحا منه كان مستويا أملس، في أعلاه كتابة بالقلم المصري القديم (الهيروغليف) تحتها كتابة أخرى بالقلم العامي أو الديموطيقي، وتحت هذه كتابة ثالثة باليونانية القديمة، فأهدى هذا الحجر إلى مجمع العلوم الفرنساوي في القاهرة، ولما تغلب الجنرال هتشنسون الإنكليزي على جنود بونابرت وضع يده على ذلك الحجر، ثم أهدي إلى المتحف البريطاني في لندرا ولا يزال هناك، وقد شاهدناه في ذلك المتحف سنة 1887 في صدر الآثار المصرية محفوظا في صندوق غطاؤه من زجاج، أما طول ذلك الحجر فثلاث أقدام وقيراطان، وعرضه قدمان وخمسة قراريط.
وفي سنة 1802 رسمت جمعية العاديات صورته، وفرقتها في جمهور العلماء؛ لينظروا في قراءتها، فقرءوا أولا الكتابة اليونانية بسهولة فإذا مفادها أن كهنة منف كتبوها للملك بطليموس أبيفانيس سنة 194ق.م يشكرونه لما أسبغه عليهم من النعم الجزيلة، وأنهم وضعوا منها نسخة في كل هيكل من هياكل الطبقة الأولى والثانية والثالثة بجانب تمثال ذلك الملك.
Unknown page
ثم إن العلماء - وفي مقدمتهم العالم الفرنساوي ده ساي - حالوا قراءة الكتابة الديموطيقية، وغاية ما وصلوا إليه أنهم عينوا مواقع الأعلام في الكتابة المصرية المقابلة للأعلام اليونانية، ثم عين العلامة أكربلاد الأسوجي لفظ بعض الأعلام في القلم المصري العامي. أما الهيروغليف فلم يطمع أحد منهم في حله إلى ذلك الحين.
وفي سنة 1818 شرع العالم فرنسوا شمبيليون الفرنساوي في حل هذه الكتابة بعد أن درس اللغة القبطية، وجغرافية مصر القديمة، وكل ما كتبه المتقدمون عن مصر والمصريين.
وكان بلزوني الإيطالي قد عثر في جزيرة البربة على مسلة مصرية عليها كتابة يوناية، وأرسل صورة الكتابة إلى أوروبا، فلما رآها شمبيليون ارتأى أن الكتابة اليونانية هي ترجمة الكتابة المصرية. ثم رأى في الكتابة اليونانية أعلاما، وأسماء الأعلام لا تترجم، فتوسم في ذلك سبيلا إلى معرفة لفظ بعض الحروف المصرية، ووجد في الكتابة المصرية نقوشا محاطة بخط إهليلجي، وقرأ في الكتابة اليونانية اسم بطليموس مكررا مرارا كثيرة؛ فاستنتج من ذلك أن النقوش الهيروغليفية المتقدم ذكرها هي اسم بطليموس، وزاد تأكيدا عندما رأى ذلك الاسم واردا في الكتابة اليونانية على الحجر الرشيدي، ويقابله في الكتابة الهيروغليفية هناك نقوش محاطة بخط إهليلجي كالنقوش التي على المسلة تماما، وبناء على ذلك تكون الصورة الأولى ضمن الخط الإهليلجي.
شكل 1: كليوبطرا.
شكل 2: بطليموس.
تقابل الحرف الأول من بطليموس أي الباء، والثانية تقابل الحرف الثاني أي الطاء، وهلم جرا، ووجد أيضا في الكتابة اليونانية اسم كليوبطرا ويقابله في الكتابة المصرية نقوش ضمن خط إهليلجي. فقال شمبيليون بنفسه: إذا كانت الأولى بطليموس فتكون هذه كليوبطرا، وأخذ بالمقابلة مستعينا باللغة القبطية؛ لأنها بقية اللغة المصرية القديمة، فرسم أمامه الشكلين اللذين ظنهما اسمي بطليموس وكليوبطرا، وجعل يقابل المماثلة في الاسمين كاللام والباء وغيرهما، فإذا بهما متماثلة تماما في الشكلين بمواقعها في الاسمين، وترى في الشكل الأول والثاني صورتي اسم كليوبطرا وبطليموس في القلم الهيروغليفي.
فالحرف الأول من اسم كليوبطرا صورة ركبة، واسم الركبة في اللغة القبطية يبتدئ بحرف الكاف فهو حرف الكاف، والحرف الثاني صورة أسد، واسم الأسد يبتدئ في اللغة القبطية بحرف اللام فهو صورة حرف اللام، وهو الحرف الرابع في اسم بطليموس؛ لأن الثالث بمثابة الحركة، والحرف الثالث من اسم كليوبطرا صورة قصبة، وهو الحرف السادس والسابع في اسم بطليموس فهو بمثابة الألف أو الياء، واسم القصبة في اللغة القبطية يبتدئ بالألف، والحرف الرابع صورة عقدة وهو حرف الواو، والحرف الخامس مثل الحرف الأول من اسم بطليموس فهو حرف الباء، والسادس صورة نسر، واسم النسر في القبطية يبتدئ بالألف فهو حرف الألف، والسابع صورة يد، واسم اليد في القبطية يبتدئ بحرف الطاء، والثامن صورة فم، واسم الفم في القبطية يبتدئ بحرف الراء فهو حرف الراء، والتاسع تقدم ذكره، والعاشر مثل الثاني في بطليموس فهو طاء أو تاء، والحادي عشر لا حرف له باليونانية، وقد عرف بعد ذلك أنه علامة تلحق آخر الأسماء المؤنثة.
وفي اسم بطليموس حرفان - هما الخامس والثامن - لم يردا في اسم كليوبطرا. فالأول هو الميم والثاني هو السين، وعلى هذه الصورة تمكن شمبيليون من معرفة كثير من حروف الهجاء، وقراءة كثير من الكتابات المصرية القديمة في تسع سنوات كلها بحث وجد، واعلم أن الكتابة الهيروغليفية ليست واحدة فإن من صورها ما هو حروف، ومنه ما هو مقاطع أو كلمات، ومبلغ عددها كلها.
هذا من قبيل حل الألفاظ، أما المعاني: فعرفت بالمقابلة باللغة القبطية نحو الألف، وببعض ما كان يكتبه المصريون القدماء من الرموز التي تدل على أشباهها كدلالة صورة الرجل على الرجل، وما شاكل ذلك.
ومن المؤلفات الحديثة التي استعنت بها في فذلكة تاريخ مصر القديم: كتاب العقد الثمين لأحمد بك كمال، ومصر لمري، وعادات المصريين لويلكنس وغيرها. (3) جغرافية مصر القديمة (وهي جغرافيتها في أيام الدول المصرية القديمة)
Unknown page
تدعى مصر في اللغة المصرية القديمة وفي اللغة القبطية: «خم» أو «أرض خم» ومعناها الأرض السوداء، نسبة إلى لون تربتها، وهذا ما يذكرنا بحام ونسله، وكان يدعوها الشعب العبراني: «مصرايم» ومعناها «المصران» ومنها اسمها في العربية اليوم. أما معنى تسمية العبرانيين لمصر فنظنه مشتقا من قولهم «صر» في العبرانية، ومعناها: الشدة والضيق، «ومصر» اسم مكان من صر أي مكان الشدة، ولعلها إشارة إلى ما قاساه الشعب العبراني من الشدة والاضطهاد في هذه البلاد إلى عهد موسى. أما كونها على صيغة المثنى: فربما نتج عن تسميتهم أولا أحد قسمي مصر البحري والقبلي بهذا الاسم، ثم جعلوه على صيغة المثنى؛ للدلالة على القسمين معا، والله أعلم. أما اليونانيون فكانوا يسمونها «إيجيبتوس» ومنها اسمها في لغات أوروبا الحديثة: «إيجبت».
ويستفاد من مصادر تاريخ مصر القديم أن القطر المصري كان يقسم إلى قسمين عظيمين: الواحد يدعى أرض الشمال أو الوجه البحري، والآخر أرض الجنوب أو الوجه القبلي، وكان الوجه البحري ممتدا من منف (البدرشين وميت رهينة) إلى البحر المتوسط، ويدعوه اليونان «الدلتا» لمشابهته بحرف الذال عندهم. أما الوجه القبلي: فيمتد جنوبا من منف إلى جزيرة الفنتين مقابل أسوان، وهذا ما ندعوه اليوم بأرض الصعيد، وكان من ألقاب ملوك مصر القدماء قولهم: «سلطان البرين» إشارة إلى تسلطه على الوجهين البحري والقبلي.
وكل من هذين القسمين يقسم عندهم إلى أقسام دعاها اليونان «نومس» أي مقاطعات، ومجموعها في الوجهين معا يختلف عدا باختلاف الرواة. فقد ورد في القوائم المصرية القديمة أنها 44، وقال إسترابوا وديودوروس إنها 36، والمعول عليه أنها 42 منها 20 في الوجه البحري و22 في القبلي، ولكل منها عاصمة مختصة بها فيها مقر الحاكم ومركز العبادة، وهاك جدولا يتضمن أسماء المقاطعات باليونانية، وأسماء عواصمها بالمصرية واليونانية والعربية.
مقاطعات الوجه القبلي (عواصمها).
أسماء المقاطعات باليونانية
بالمصرية القديمة
باليونانية
بالعربية (1) أوبيتس
أبو
أمبوس
Unknown page
كوم أمبو (2) أبولينويوليتس
تب
أبولينوبولس مانيا
أدفو (3) لاتوبوليتس
نخب
لانوبولس (إيليثيا)
إسنا «الكب» (4) هرمونثيتس
هرمونت
هرمونثس
أرمنت (5) باثيريتس
Unknown page
القرنة (6) ديوسبولنس
نوامن
ديوسبولس مانيا
الكرنك والأقصر (7) كوبتيتس
كوبتي
كوبتوس
قفط (8) تنتيريتس
تنتيرير
تنتيرا
دندرة (9) ديوسبوليتس
Unknown page
ها
ديوسبولس بارفا
هو (10) ثينيتس
أبدو
ثيس. أبيدوس
البربة. العرابة المدفونة (11) بانوبوليتس
أبو
بانوبولس
أخميم (12) أفروديتوبوليتس
تبو
Unknown page
أفروديتوبولس
العطف (13) أنتوبوليتس
نيانتباك
أنتيوبولس
قاو الكبير (14) هبسيليتس
شاسحوتب
هيبسليس
شدب (15) ليكوبوليتس
سوت
ميكوبولس
Unknown page
أسيوط (16) أنثينويتس
أنتينووبولس
الشيخ عبادة (17) هرموبوليتس
خمونو
هرموبولس مانيا
أشمونين (18) سينوبوليتس
كوسا
سينوبولس
القيس (19) أوكسيرينخيتس
بيماسا
Unknown page