ويوجد في الصين وكورنوال، مادتا النحاس والصفيح معا.
ومع أنه لا يوجد الصفيح في مصر وأرض الجزيرة فقد وجدت مصنوعات فيهما قبل 3000 و4000 قبل الميلاد.
ولا بد أن خلط النحاس بالصفيح كان في جملة جهات. وليس معروفا من أين جاء إلى مصر.
وعند «و. جولاند» في بحوثه المقدمة إلى جمعية الآنتيكوراي في لندن في 1899 أن النحاس الخام كان حصى أو صخرا كبيرا سائبا في قاع المجري، حين كان الإنسان في عصر الحجر ينقب عن الحجارة. أما الصفيح فقد كان في قاع النهر. ثم إن مادتي النحاس والصفيح قد صهرتا معا بين حجرين قبل أن يعرف الإنسان الأفران، التي بدأت ثقبا في الأرض يلهبه الهواء إلى أن اخترع المنفاخ فاستخدم في إشعال النار. (2-4) عصر الحديد
هو العصر الثالث الذي عرف فيه الإنسان الحديد وطفق يستخدمه في صنع الأسلحة والأدوات والعدد. على أن هذه العصور الثلاثة، «الحجر والبرنز والحديد»، لم تكن دائما وفي كل الأزمنة والأماكن متسلسلة على هذا النسق.
جزر الباسفيك الجنوبي وفي شمال أمريكا وجنوبها وداخل أفريقيا، بلاد تنقلت من الحجر إلى الحديد دون أن تجوز عصر البرنز. وفي أوروبا ظهر حديد في أواخر عصر ما قبل التاريخ وأوائله.
أما في مصر وكلدة وآشور والصين فقد ظهر فيها الحديد متأخرا؛ أي في 400ق.م.
وقد وجد «چاستون ماسبيرو» بعض قطع من الحديد في خلف أهرام أبو صير (الأسرة السادسة)؛ أي 3000ق.م، كذلك ذكر الحديد في نص بيبي الأول في 3400ق.م، واستعمل الحديد في أوروبا الشمالية قبل غزو قيصر.
وفي شمال روسيا وسيبريا عرف الحديد في 800ب.م. وفي جنوب أوروبا عرف الحديد قبل شمالها؛ أي إنه جاء من أفريقيا، يؤيد هذا أنه وجد في الهرم الأكبر الحديد، فقد وجد قليل منه في الآثار المصرية، وكان يعد غير طاهر منسوبا إلى «سيث» روح الشر الحاكم على صحراء أفريقيا الوسطى في رأي المصريين القدماء!
هذا وقد عرف الحديد منذ 5000 سنة على الأقل في الصين. ثم في مصر منذ 4000 سنة. ثم اليونان منذ 2700 سنة.
Unknown page