78

النكال الشديد، والهول المذيب للحديد، وسيم أنواع البلاء في ليله ونهاره (1)، وحمل من ثقل السطوة به ما لعله يخفف من أوزاره (2).

ومن جملة ما طرأ له في هذه الأيام أن حمل إلى أحد معاقل الجزيرة وأهله به ممتنعون ، وللذب عن حماه مجتمعون، فأمر أن يكلمهم في النزول والتسليم، وأطمع أن يخفف عنه من العذاب الأليم، فدعاهم فما لبوه، وأمرهم بالانقياد فعصوه. فأحضر النصارى له ولدا سنة ستة عشر عاما، ضربوا بين يديه عنقه تنكيلا له وإرغاما، ثم أحضروا آخر ليقتلوه فتنصر، وبذلك كف عنه قاتله وأقصر.

ثم إنه رد إلى البلد، وأبقي في العذاب الذي لا بقاء عليه للجلد، فما بض (3) لهم بقطرة من البحار المظنونة (4)، ولا أباحهم ما قيل من الأموال المصونة، فقضى العجب من أمره، وتحدث من شاهده بجميل صبره، ومات

Clements Markham. The Story of Majorca and Minorca; p 43.

Page 137