ولما فرغوا من تعبئتهم، نادوا من يخرج/ 39/ لتلبيتهم، فخرج الوالي بنفسه، وضم إليه من اختار من أبناء جنسه، وجاءه عم أبي الملك القومط نونة (1) فسلم، وأذن له في الكلام فتكلم، وقال أنت من خيار قومك، وما أقل من نراه يلم بلومك، فأسلم البلد وسلم أهله، ودع وعر الأمر واركب سهله (2).
فقال وما الذي رأيناه، حتى نبيح ما حميناه، ونبيد ما حويناه، قال إنك إن جعلت الإباية جوابا، ولم تر في هذه الصفقة (3) إيجابا، فإنا نأخذ البلد عنوة، ونغتنمها غزوة (4)، وآية ذلك أن في هذه الساعة يسقط السور، وينكشف السر المستور.
ثم أشار بإضرام اللهب، فيما كان تحت السور من الخشب، فظهرت في الوقت علامتها الصادقة، واستطارت من باطن الثرى تلك الصاعقة (5)،
Page 122