وأحدهما كفؤ الآخر في الكفاية.
فعبر البحر إليها سنة ست وستمائة (1) (606 ه) وسار فيها بأحمد السير، وحماها مما كان يتحيف غيرها من الغير، وسارت به ميورقة مثلا في العدل الواضح السنن، أملا لكل نائي الوطر (2) نابي الوطن (3)، وكان يجلس لعامة الناس عامة يومه (4)، ويأخذ الحق للضعيف من أقوى قومه، فأفعم قلب القلوب مودة، وأقام على مد ظلال العدل/ 4/ مدة. إلى أن آثر عرض هذا الأدنى على ذلك الغرض، وعرض له ما يعرض للأبدان الصحيحة من المرض، فجمع منهوبا بالمآل، وصار منهوما (5) لا يشبع من المال، واقتنى ما بداخل البلد وخارجه من الرباع (6) والضياع (7)، وما علم أن ما كسب فأملك
Page 64