كتابا أرضاكم فيه وأسخط الله عز وجل، كتب إليكم أننى قد تركت لكم صدقاتكم ، قزادت الغنى منكم غنى، والفقير فقرا، فقلتم جزاه الله خيرا لا جزاه الله خيرا ولا جزاكم - فهؤلاء بنو أمية (1) فرق الضلالة، بطشهم بطش جبابرة، يأخذون بالظن ، ويحكمون بالهوى، ويقتلون على الغضب، ويفضون بالشقاء، ويأخذون الصدقة من غير موضعها، ويضعونها فى غير أهلها، ويمنعون مستحقيها، وقد بين الله - عز وجل - أهلها فجعلهم ثمانية أصناف، فقال تبارك وتعالى: {(إنما العدقث للفقرله والمسككين والعملين عليها والثولفة فلومهم وفي الرقاب والغرمين وفي سبيل اله وابني السييل) [التوبة : 60] فتلك الفرقة حاكمة بغير ما أنزل الله عز وجل ، وأما هذه الشيع ، فشيع ظاهرت21 بكتاب الله وأعظمت الفرية(3) على الله، تفارق الناس بفعل غير تابع فى الدين، ولا نص نافذ فى القرآن ، ينكرون المعصية على من عملها ، ويركبون أعظم منها، يبصرون الفتنة لا يعرفون المخرج منها، جفاة، أتباع كهان، يؤملون الدول بعد الموت، ويؤمنون ببعث إلى الدنيا قبل يوم القيامة، قلدوا دينهم من لم ينظر لهم - قاتلهم الله أنى يؤفكون، يأمل مكة تعيروننى بأصحابى، تقولون: إنهم شباب؛ وقد كان أصحاب رسول الله شبابا، نعم شباب مكتهلون فى شبابهم ، غنية عن الشر أعينهم ، بطيئة عن الباطل أرجلهم ، قد نظر الله - عز وجل - إليهم فى جوف الليل منحنية أصلابهم بمثانى (القرآن ، إذا مر أحدهم بآية فيها ذكر الجنة بكى شوقا إليها، وإذا مر بآية فيها ذكر النار شهق شهقة كأن زفير جهنم لى أذنيه، وقد وصلوا كلال ليلهم بكلال نهارهم، قد أكلت الأرض جباههم وأيديهم وركبهم ، مصفرة ألوانهم، ناحلة أجسامهم من طول القيام وكثرة الصيام، مستقلين ذلك لى جنب الله .- عز وجل . موفون بعهد الله. عز رجل . متنجزون(4) لوعد الله عز وجل، إذا رأوا سهام العدو قد وقعت، ورماحهم قد أشرعت، وسيوفهم قد أنضيت وأبرقت، والكتيبة قد رعدت، مضى الشاب منهم قدما قدما حتى تختلف رجلاه1 على عنق فرسه، فأرملت محاسن وجهه بالدماء، وعفر جبينه بالثرى، وأسرعت هوام الأرض ----
Page 290