Tarikh Masuniyya
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
Genres
تأسيس المجلس العالي الاسكوتلاندي
وما زالت الحال كذلك إلى سنة 1871، ففي 8 نوفمبر من تلك السنة اتحد تسعة من الإخوة الذين تقدمت الإشارة عنهم وقرروا الاجتهاد ثانية في تأسيس مجلس عال على الطريقة الاسكوتلاندية، وهو الذي حاولوا تأسيسه قبل ذلك الحين ولم ينجحوا، أما هذه المرة ففازوا لأن البراءة بإنشاء ذلك المجلس كانت في يد أحدهم، وقد تحصل عليها قبل ذلك الحين بسبع سنوات من المجلس العالي الاسكوتلاندي في نابولي؛ فاجتمع هؤلاء الإخوة وقرروا وجوب تأسيس هذا المجلس على الطريقة الاسكوتلاندية إلى درجة 33، ثم اجتمعوا اجتماعا رسميا لتأسيسه وتثبيته تحت رئاسة الأخ دومانيكو شاروني.
توحيد الماسونية المصرية
وفي نحو ذلك التاريخ نهض الأخ الماركيس دي بورغارد إلى إحياء المجلس العالي الممفيسي، ثم تأسس المجلس العالي الفلسفي، ثم اتحد هذان المجلسان والمجلس العالي الاسكوتلاندي في 15 سبتمبر من السنة التالية، فتألف من اتحداها جميعا الشرق الأعظم الوطني المصري، وهو الدولة الماسونية المصرية وتحته الطريقة الممفيسية والطريقة الاسكوتلاندية. ولم تمض مدة وجيزة حتى أصبحت المحافل الوطنية المصرية تحت رعاية الشرق الأعظم المصري عديدة، وسترى في ذيل هذا الكتاب جدولا شاملا لجميع المحافل التابعة للشرق الأعظم المصري مع أعدادها. وبعد تثبيت الشرق الأعظم عمدوا إلى انتخاب أستاذ أعظم يرأس أعماله، فوقع الانتخاب على الأخ الكلي الاحترام زولا المتقدم ذكره، فقبل على شرط أن تكون مدته لثلاثة أشهر فقط ليختبر الأعمال، وبعد مضي المدة المذكورة علم بصعوبة المركز، ولكنه قبل الانتخاب الثاني واستلم زمام الرئاسة على الشرق الأعظم في 21 مارس سنة 1873.
حماية أمير البلاد
الحمد لله أن الماسونية ما انفكت منذ نشأتها متمتعة بحماية ولاة النعم حيث أقامت، وما ذلك إلا لثقتهم بصحة مبادئها ولعلمهم بإخلاصها للأمة والوطن والدولة، وعلى الخصوص الماسونية الرمزية. فقد رأيت فيما مر بك ما لاقت من حماية ورعاية ملوك أوروبا وغيرهم، وقد علمت أيضا أن من عظماء أولئك الملوك من لم يكتفوا بوضع حمايتهم عليها، لكنهم شرفوها بالانضمام إليها والاشتغال بها والترؤس على أعمالها.
ومن الرجال العظام الذين شرفوا هذه العشيرة بحمايتهم، ورعوها بعين عنايتهم، سمو الخديوي السابق إسماعيل باشا الأفخم، وكيفية ذلك أن الأخ الأستاذ الأعظم مثل بين يدي سموه في 29 أبريل سنة 1873 بالنيابة عن الشرق الأعظم وقدم واجب العبودية، وأعرب عما لهذه العشيرة من المقاصد الحسنة، وبين أنها في احتياج كلي لحماية أمير البلاد، فتعطف سموه إذ ذاك وصرح بالحماية مشترطا عليها أن لا تتعاطى أمرا مخالفا لصالح الأمة والدولة والوطن، وأن لا تتداخل في السياسة إلا إذا دعيت أو دعي بعض أعضائها من أمير البلاد أو من حكومته للمساعدة فيما يعود إلى الصالح العام، فعلى المدعو إذ ذاك أن يلبي الدعوة بما في وسعه حالا.
فتعهد الأستاذ الأعظم بالشرف أن الماسونية لا تسير إلا كما اشترط سموه، وعلى ذلك تم التعاضد بين الحكومة المدنية والدولة الماسونية، وأصبحت القوتان يدا واحدة في ترقية شأن الأمة ورفع منار الفضيلة.
إنشاء المحفل الأعظم الوطني المصري
وقد كان الشرق الأعظم المصري قائما على الطريقتين الممفيسية والاسكوتلاندية، أما الطريقة الممفيسية فلم تكن الدول الماسونية تعتبرها أصولية قانونية، وقد بنت على عدم اعتبارها إياها عدم اعتبارها للشرق الأعظم برمته، ولا سيما المحافل العظمى الإنكليزية والأيرلندية والاسكوتلاندية ومعظم المحافل العظمى الأميركانية. فتشاور الشرق الأعظم المصري في الأمر، فأقر على إغفال الطريقة الممفيسية وحفظ الطريقة الاسكوتلاندية، بحيث تكون وحدها دعامة الدولة الماسونية المصرية، ولم يكن إلى ذلك العهد في مصر محفل أعظم رمزي، مع أن المحافل الرمزية الفرعية كانت قد تعددت، فأقروا على تأسيس محفل أعظم تكون له السيادة والسلطة على سائر المحافل الرمزية الفرعية، وجعلوا سلطة المجالس العليا محصورة في الدرجات العليا. فأعلنوا قرارهم هذا إلى عموم الدول الماسونية في العالم، فاستحسنته وأجابتهم بمصادقتها عليه، وباعتبارها هذا الشرق الأعظم وما تحته من الجماعات الماسونية من ذلك الحين بصفة قانونية رسمية. وقد صدر بإنشاء المحفل الأعظم أمر عال هذا نصه:
Unknown page