Tarikh Masrah
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Genres
بدأت الفرقة نهاية نشاطها المسرحي على الإطلاق في إقليم المنيا مع بداية عام 1900، فمثلت عدة مسرحيات،
248
كانت آخر مسرحيات يقوم بها القباني وفرقته في مصر، كما كانت الرحلة إلى المنيا آخر الرحلات الفنية؛ وذلك بسبب احتراق مسرح القباني في 18 / 5 / 1900. وعن هذه النهاية تقول مريم سماط - إحدى ممثلات فرقة القباني - في 31 / 7 / 1915: «... قمنا إلى المنيا بعد ستة شهور، وكان المرحوم عنايت بك قد أحيل في ذلك الوقت إلى المعاش فجال معنا جولة «مباركة»، إلا أنه لم يكمل حظنا؛ إذ جاءنا خبر احتراق التياترو بمناظره، فرجع عنايت بك فوجده رمادا، فعدنا إلى القاهرة. وانحل الجوق لأنه لم يجد مرسحا معدا للتمثيل وسافر القباني إلى سوريا
249
وكان قد أصابه خصاصة وإدقاع فباع منزله، وكان منزلا كبيرا في الشام، فلما استقر به المقام عطفت الهيئة الحاكمة عليه وردت إليه ثروته وعينت له راتبا يقوم بأوده حتى مات يبكيه الأدب والموسيقى والتمثيل.»
250
في 19 / 12 / 1902.
ويقول كامل الخلعي عن القباني: «ولطالما سمعته يقول: التمثيل جلاء البصائر، ومرآة الغابر، ظاهره ترجمة أحوال وسير، وباطنه مواعظ وعبر. فيه من الحكم البالغة والآيات الدامغة ما يطلق اللسان ويشجع الجبان. ويصفي الأذهان ويرغب في اكتساب الفضيلة ويفتح باب الحيلة ويرفع لواء الهمم ويحركها إلى مسابقة الأمم ويبعث على الحزم والكرم. يلطف الطباع ويشنف الأسماع. وهو أقرب وسيلة لتهذيب الأخلاق ومعرفة طرق السياسة وذريعة لاجتناء ثمرة الآداب والكياسة. هذا إذا تدرج فيه من ذكر الأحوال إلى ضرب الأمثال ومن بيان المنهاج إلى الاستنتاج؛ ليرتدع الغر عن غيه وينزجر، ويجد العبرة في غيره فيعتبر.»
251 (4) جوق السرور
ظهر هذا الجوق في منطقة البلد الجديدة بحي بولاق الشعبي بالقاهرة قبل عام 1887. وهذا الحي كان مشهورا بوجود الحانات والمواخير والمقاهي الشعبية. وكان ميخائيل جرجس يملك فيه حانة مشهورة بتختها الموسيقي، فزين له أخوه، المدرس بمدرسة الأقباط، مرقص جرجس - الذي كان يهوى التأليف والتمثيل - أن يؤلف فرقة مسرحية تدر عليه مكسبا ماديا كبيرا. فوافق ميخائيل وأنشأ الفرقة بمساعدة أخيه، وبنى في بولاق مسرحا خشبيا.
Unknown page