ذكر ما جدده بقلعة صفد :
كان للقلعة باشورة عمرتها الفرنج ، فلما ملك مولانا السلطان هدمها إلى الجبل ، ثم أنشاها بالحجر المنحوت الهرقلي ، وعمر ذلك أبراجا وبدنات ، وصنع له بغلات مسفحة داير الباشورة بالحجر المنحوت ، وعمل في كل برج من أبراج الباشورة طلاقات ، وجدد في الباشورة المستجدة بابا من جهة الغرب ، وعمل له جسرامن الخشب مقلوبا بدواسة يشال ويحط وقت الحاجة إليه ، والباب المذكور فتحه في برج من الأبراج، وفتح على يمنة الداخل إلى القلعة بابا وعلى يساره بابا ، وهذه الأبواب اثلاثة تغلق ويغلق الباب الغربي على الجميع ، فإذا غلق الباب الغربي غلقت الثلاثة ، وأنشأ في وسط القلعة صهريجا كبيرا مدرجا من آربع جهاته ، وبنى عليه برجا كبيرا زايد الإرتفاع ، قيل إن ارتفاعه ماية ذراعا ؛ بحيث أن الواقف عليه يرى الماشي على االخندق تحت القلعة من دايرها ، وبنى بالباشورة برجا من جهة الشرق بالحجر اهرقلي ، وساق إليه الماء من بركة برج اليتيم إلى البرج المربع المطل على باب القلعة الجواني ، وبنىتحت البرج الذي للقلة حماما ، وساق إليها الماء من بركة اليتيم أيضا ، وصنع الكنيسة التي بالقلعة جامعا ، ووسع الخندق وعمقه ، ونسف اكثر الجبال القريبة منها وحرثها وهة الربض الغربي الذي عمره الفرنج أولا ، وأنشأ ربضا ثانيا قبلة بغرب ، وأنشأ جامعا كبيرا ، وحصنها تحصينا منيعا ، وعمر الأمراء بها ادرا وحمامات وبساتين وغير ذلك .
وكان الشقيف قطعتين متجاورتين فجمع بينهما وجددهما ، وبنى بها ابرجة كثيرة كبيرة وحصنها ، وبنى بها جامعا وحماما ودارا لنايب السلطنة ، وهدم ربضهاالأول وبنى ربضا غيره وعمره بالناس ، وبنى به جامعا ، وحفر الخندق ، وقطع الجبل من قبليها .
Page 353