Tarih al-Malik al-Zahir

Ibn Saddad d. 684 AH
207

Tarih al-Malik al-Zahir

تاريخ الملك الظاهر

Genres

ومن حكاياته التي يضرب بمثلها المثل ، ويستسن بها من قسط في الحكم وعدل ، ان الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك المنصور ناصر الدين إبراهيم ابن الملك المجاهد آسد الدين شيركوه صاحب حمص ، كتب إلى السلطان الملك االظاهر كتابا يستأذنه في المسير إلى الحج وفي ضمنه شهادة عليه أن جميع ما يملكه ملك لمولانا السلطان ، فلم يأذن له في تلك السنة ، واتفق أنه مات بعد ذلك ، فتسلم السلطان االملك الظاهر الحصون التي كانت بيده ، ومكن ورثته ؛ وهم أزواجه وأخته وعمه لمن جميع ما تركه من الأثاث والملك ، ولم يلتفت إلى ما أشهد به عليه الملك الأشرف ولا اعتد به .

ومنها أن مملوكه الأمير ركن الدين بيبرس المعروف بخاص ترك الصغير كان مزوجا بنت الأمير ركن الدين بيبرس المعروف بالجالق ، فتوفيت بدمشق فكتب أبوها إلىالسلطان كتابا يشكو فيه من مملوكه ويدعي أن ( له) عنده حقوقا شرعية ، فبعث به إليه على خيل البريد لينتصف منه ، ولم يحد به عنه .

ومنها أن شعراء بانياس ، وهي إقليم يشتمل على قري ، كانت عاطلة بحكم استيلاء الفرنج على صفد ، فلما فتحها السلطان أفتاه الحنفية باستحقاق الشعراء ا ابى آن يرجع إلى الفتيا ، وتقدم أمره أن كل من كان له فيها ملك أو لورثته فليتسلمه ، ولم يكلفهم بينة ، فعادت إلى ملاكها وعمرت أحسن عمارة ، وبيعت بأوفر الأثمان .

ومنها آن البستان الذي يعرف بسيف الإسلام ، بين مصر والقاهرة ، كان ملكأ شمس الملوك أحمد بن الملك الأعز شرف الدين يعقوب بن الملك الناصر صلاحالدين يوسف بن أيوب ، فتوفى المذكور بأمد ، وبقي البستان في يد ولده شهاب الدين غازي إلى أن ملك السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن آيوب ديار مصر ، فأخرجالمذكور من ديار مصر ، واحتاط على البستان ، ولم يزل تحت الحوطة في الأيام الصالحية والأيام المعظمية والأشرفية والمعزية والمنصورية والمظفرية إلى أن ملك لاالسلطان الملك الظاهر - تغمده الله برحمته ، وبوأه غرف جنته - الديار المصرية ، فرفع ولدا شهاب الدين غازي قصة آنهيا فيها حال البستان ، فتقدم بحملهما على الشرع المطهر ، فثبت الملك للمتوفى بشهادة الأمير جمال الدين بن يغمور ، والأمير بهاء الدين بن ملكيشوا ، وصفي الدين جوهر النوبي وثبتت الوفاة ، وحصر الورثة بشهادة الصاحب كمال الدين ابن العديم وشهادي ، فسلم لهما البستان وابتاعه منهما ماية ألف وثلاثين ألف درهم .

Page 279