Tarih al-Malik al-Zahir

Ibn Saddad d. 684 AH
188

Tarih al-Malik al-Zahir

تاريخ الملك الظاهر

Genres

سيفان أغمد ذاك الله مصطفيا

وسل هذا على الأعداء ينتقم

سقى الإله ثراه سحب رحمتو

وجاد مثواه صوب الغيث ينسجم

فكم تزلزلت الدنيا لسطوت

بالمشركين وكم زلت بهم قدم

وكم تحرق في نيران عزمته

لكفر قلبه ونار الحرب تضطرم

وكم رمت جمرات الهام محرمة

سيوفه وأحلت للعدى حرم

وكم كسا لعراة البيض من حلل

حمر وللسحر تيجانا هي القمم

وأنعل الخيل من تجم والبسها

أخلة أبدعتة في نسجها اللمم

وافتض من قلعة عذراء أزوجه

بلا ولي ولا مهر بها الخدم

وكم أباح حمى ثغر لطاغية

وصان للدين من ثغر به ثرم

وخاض بحرا إلى الأعداء في ملا

ترك بآنافهم من عزة شمم

بدور تم لهم من بيضهم شهب

اسود حربه لهم من سمرهم أجم

لو عاندوا الفلك الدوار عوقه

بالله عن سعيه الأحوال والهمم

وكم تملك إقليما ودان له

وإن نأوا لسطاه العرب والعجم

اذا تذكره مستيقظا بطل

أغفى لينسى وكم قد راعه الحلم

ولى حميدا وما أغنته جحافله

الموت ما رده عاد ولا إرم

ولو تخلد بالاحسان ذو نعم

في الناس خلده الإحسان والنعم

ولو سوى الموت يبغي ضيمه انتصرت

لظاهر الملك حتى ينصر البهم

فلتبك كل البرايا ركن دينهم

ملك الملوك وإن مد الدموع دم

الظاهر الملك الماضي المقيم لنا

ملكا تقيه الردى بالأنفس الأمم

ملك قضى الله أن يجري له أبدا

على الورى بالذي يختاره القلم

عم الخلايق بالحسنى فكلهم

يشني ولو جحدوا جدواه ما حرموا

كالغيث يسقي البرايا لا لمحمدة

يرجو لديهم ولكن طبعه الكرما

ومن رأى قبل ذا الملك السعيد فتى

متوجا بالعلى بالمجد يختتم

بالصدق معتزم بالحق منتقم

بالعدل منتصر بالله معتصم

Page 256