75

Tarikh Makka

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Investigator

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Publisher Location

بيروت / لبنان

زمَان نبوته بعد هجرته جمَاعَة شاهدوا الْفِيل مِنْهُم: " حَكِيم بن حزَام "، و" حويطب ابْن عبد الْعُزَّى "، و" نَوْفَل بن مُعَاوِيَة "؛ لِأَن كل وَاحِد من هَؤُلَاءِ عَاشَ مائَة وَعشْرين سنة سِتِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَسِتِّينَ فِي الْإِسْلَام. قَالَ كَمَال الدّين الدَّمِيرِيّ فِي كِتَابه " حَيَاة الْحَيَوَان ": إِذا دخل إِنْسَان على من يخَاف شَره فليقرأ " كهيعص "، " حم عسق " وَعدد حُرُوف الْكَلِمَتَيْنِ عشر يعْقد لكل حرف إصبعًا من أَصَابِعه يبْدَأ بإبهام الْيَد الْيُمْنَى وَيخْتم بإبهام الْيَد الْيُسْرَى، فَإِذا فرغ عقد جَمِيع الْأَصَابِع، قَرَأَ فِي نَفسه سُورَة الْفِيل فَإِذا وصل إِلَى قَوْله: " ترميهم " كرر لفظ ترميهم عشر مَرَّات يفتح فِي كل مرّة إصبعًا من الْأَصَابِع المعقودة، فَإِذا فعل ذَلِك أَمن شَره وَهُوَ عَجِيب مجرب. وكنية الْفِيل أَبُو الْحجَّاج وَأَبُو الحرمان وَأَبُو دَغْفَل وَأَبُو كُلْثُوم وَأَبُو مُزَاحم، والفيلة أم شبْل، وَفِي " ربيع الْأَبْرَار " كنية فيل الْحَبَشَة أَبُو الْعَبَّاس، وَقد ألغز فِي اسْم الْفِيل فَقيل: مَا اسْم شَيْء تركيبه من ثَلَاث ... وَهُوَ ذُو أَربع تَعَالَى الْإِلَه قيل تصحيفه وَلَكِن إِذا مَا ... عكسوه يكون لي ثُلُثَاهُ وَهُوَ لَا يتلاقح إِلَّا فِي بِلَاده ومعادنه وَإِن صَار أهليًا، وَهُوَ إِذا اغتلم أشبه الْجمل فِي ترك المَاء والعلف حَتَّى تتورم رَأسه وَلم يكن لسواسه غير الْهَرَب مِنْهُ، وَالذكر ينزو إِذا مضى لَهُ من الْعُمر خمس سِنِين، وزمان نزوه الرّبيع، وَالْأُنْثَى تحمل سنتَيْن فَإِذا حملت لَا يقربهَا الذّكر وَلَا يلمسها وَلَا ينزو عَلَيْهَا إِلَّا بعد ثَلَاث سِنِين، وَقيل: تحمل سبع سِنِين، وَلَا ينزو إِلَّا على فيلة وَاحِدَة وَله عَلَيْهَا غيرَة شَدِيدَة، وَإِذا تمّ حملهَا وأرادت الْوَضع دخلت النَّهر حَتَّى تضع وَلَدهَا؛ لِأَنَّهَا تَلد وَهِي قَائِمَة وَلَا فواصل لقوائمها فتلد، وَالذكر عِنْد ذَلِك يحرسها وَوَلدهَا من الْحَيَّات، وَيَزْعُم أهل الْهِنْد أَن لِسَان الْفِيل مقلوب لَوْلَا ذَلِك لتكلم، وَفِيه من الْفَهم مَا يقبل بِهِ التَّأْدِيب وَيفْعل مَا تَأمره من السُّجُود للملوك وَغير ذَلِك من الْخَيْر وَالشَّر فِي حالتي السّلم وَالْحَرب، وَفِيه من الْأَخْلَاق أَنه يُقَاتل بعضه بَعْضًا والمقهور مِنْهُمَا يخضع للقاهر، وَأهل الْهِنْد يعظمونه؛ لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْخِصَال المحمودة من علو سمكه

1 / 94