131

Taʾrīkh Makka al-Musharrafa waʾl-Masjid al-Ḥarām waʾl-Madīna al-Sharīfa waʾl-Qabr al-Sharīf

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Editor

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Publisher Location

بيروت / لبنان

بِرَبْوَةٍ فَيصَلي الإِمَام خلف الحربة وَالنَّاس وَرَاءه، فَمن أَرَادَ صلى مَعَ الإِمَام وَمن أَرَادَ طَاف وَركع خلف الْمقَام، فَلَمَّا ولى خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي مَكَّة لعبد الْملك بن مَرْوَان وَحضر شهر رَمَضَان أَمر خَالِد الْقُرَّاء أَن يتقدموا فيصلوا خلف الْمقَام وأدار الصُّفُوف حول الْكَعْبَة، وَذَلِكَ أَن النَّاس ضَاقَ عَلَيْهِم أَعلَى الْمَسْجِد فأدارهم حول الْكَعْبَة فَقيل لَهُ: يقطع الطّواف لغير الْمَكْتُوبَة. قَالَ: فَأَنا آمُرهُم يطوفون بَين كل ترويحتين بِسبع. فَقيل لَهُ: إِنَّه يكون فِي مُؤخر الْكَعْبَة وجوانبها من لَا يعلم بِانْقِضَاء طواف الطَّائِف من مصل وَغَيره فيتهيأ للصَّلَاة. فَأمر عبيد الْكَعْبَة أَن يكبروا حول لكعبة يَقُولُونَ: الْحَمد لله وَالله أكبر فَإِذا بلغُوا الرُّكْن الْأسود فِي الطّواف السَّادِس سكتوا بَين الرُّكْنَيْنِ سكتة حَتَّى يتهيأ النَّاس مِمَّن فِي الْحجر وَمن جَوَانِب الْمَسْجِد من مصل أَو غَيره فيعرفون ذَلِك بِانْقِطَاع التَّكْبِير، وَيُصلي ويخفف الْمُصَلِّي صلَاته ثمَّ يعودون إِلَى التَّكْبِير حَتَّى يفرغوا من السَّبع، وَيقوم مسمع فينادي الصَّلَاة رحمكم الله. وَكَانَ عَطاء وَعَمْرو بن دِينَار ونظراؤهم من الْعلمَاء يرَوْنَ ذَلِك وَلَا ينكرونه. وَعَن ابْن جريج قَالَ: قلت لعطاء: إِذا قل النَّاس فِي الْمَسْجِد الْحَرَام أحب إِلَيْك أَن يصلوا خلف الْمقَام أَو يَكُونُوا صفا وَاحِدًا حول الْكَعْبَة؟ قَالَ: أَن يَكُونُوا صفا وَاحِدًا حول الْكَعْبَة. وتلا: " وَترى الْمَلَائِكَة حافين من حول الْعَرْش ". وَعنهُ قَالَ: قلت لعطاء: أتكره النّوم فِي الْمَسْجِد الْحَرَام؟ قَالَ: بل أحبه. وَعَن عَطاء أَنه كَانَ يتَوَضَّأ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام. روى ذَلِك كُله الْأَزْرَقِيّ.
فصل: ذكر مَا كَانَ عَلَيْهِ الْمَسْجِد الْحَرَام وسعته وعمارته إِلَى أَن صَار على مَا هُوَ عَلَيْهِ الْآن
لما اسْتخْلف عمر بن الْخطاب وَكثر النَّاس، وسع الْمَسْجِد وَاشْترى دورًا وَاتخذ لِلْمَسْجِدِ جدارًا قَصِيرا دون الْقَامَة وَكَانَت المصابيح تُوضَع عَلَيْهِ، ثمَّ اشْترى عُثْمَان فِي خِلَافَته دورًا وهدمها ووسعه بهَا وَبنى الْمَسْجِد والأروقة، ثمَّ زَاد فِيهِ ابْن الزبير زِيَادَة

1 / 150