172

Rawāʾiʿ al-buḥūth fī tārīkh Madīnat Ḥūth

روائع البحوث في تاريخ مدينة حوث

Genres

كان مولده رضوان الله عليه ورحمته في شهر جمادى الأولى أو الأخرى، لسنة 1348ه، ونشأ وترعرع بمدينة حوث، ماتت أمه قبل أن يدرك، ومات والده وهو في نحو العاشرة، فنشأ يتيما فقيرا لا يملك القوت الضروري، لكنه امتاز بالذكاء منذ الصغر، فتوجه إلى العلم الشريف في المدرسة العلمية بحوث، تتلمذ رضي الله عنه على يد العلامة الولي، والكوكب الدري، محمد بن علي البدري، درس عليه في عدة فنون، منها (الشرح الصغير في المعاني والبيان) وفي الحديث (سنن أبي داود) كاملة، وشطرا من (صحيح مسلم) وفي (سبل السلام) من باب التفليس والحجر إلى آخر الكتاب، وفي (نيل الأوطار) شطرا، وفي (جمع الشتيت) وفي (بشرى الكئيب) وفي (الروض النضير) من باب صلاة الجمعة إلى آخر شرح العلامة المحقق السياغي مع المراجعة لغيرها من كتب اللغة والتاريخ، وقرأ عليه (توضيح الأفكار) من أوله إلى آخره، وأملا عليه (شفاء الأوام) للأمير الحسين بن بدرالدين من أوله إلى آخره، وقد لازمه عشر سنين، وهذا أفاده والدي رحمه الله بخطه، وعلى يد العلامة الولي علي بن محمد أبو علي في (الروض النضير)، وفي(البحر الزخار) والعلامة محمد بن محمد مداعس والعلامة حسين بن أحمد أبو علي، والعلامة الرباني التقي محمد بن أحمد أبو علي في إرشاد العنسي، وفي البحر وغيرهما، والقاضي العلامة علي بن أحمد بن حمادي الرصاص، والعلامة لطف بن محسن ساري، والعلامة الولي الحسن بن محمد ساري، وغيرهم، وبعدها بلغ القمة مع البحث والتدقيق فصار آية، وأي آية في العلم، وكان عالما مجتهدا، فصيح الكلام، ولسان الحكمة، حمل علوم الشريعة فحملت قدره، وفاق أقرانه في شتى العلوم، وامتاز بالذهن الوقاد والنشاط المستمر لتحصيل الفوائد، وجمع الفرائد، وبراعة الأسلوب مع النباهة والفطنة الحادة، وكان مؤرخا نسابة بحاثة، مصلحا بين الناس، مع اشتغاله بالتدريس لفنون العلم، من اللغة العربية التي كان فارسها، والأصولين والتفسير والفقه وغير ذلك، وتولى الإفتاء بمدينة حوث من بعد انتقال شيخه العزي محمد بن علي البدري إلى مدينة صنعاء، لمدة تزيد على ثلاثين سنة. ولما كان مؤرخا صادقا، اهتم بتدوين وتسجيل أوضاع الناس وأحوالهم، إذ كان أيضا ممن يهتم بأحوالهم وحال الأمة الإسلامية جمعا، ويتألم كثيرا لابتعاد الناس عن دينهم، ولذلك سأختار للقارئ من كلامه عليه السلام في هذا الموضع ما ذكره عليه السلام عن نفسه.

.

Page 172