173

Taʾrīkh al-Madīna

تأريخ المدينة

Editor

فهيم محمد شلتوت

قَالَ: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ يَبْعَثُ إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ خَارِصًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَيَهُودَ فَيَخْرُصُ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا قَالُوا: تَعَدَّيْتَ عَلَيْنَا قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ فَلَكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَلَنَا، فَتَقُولُ يَهُودُ: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: إِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَخْرُصُوا أَوْ تَخْتَارُوا، فَقَبِلُوا ذَلِكَ، فَمِنْ هُنَاكَ جَاءَتْ سُنَّةُ الْخَرْصِ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ ⦗١٨٠⦘: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ﵁ إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ خَارِصًا عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ تَلَقَّوْهُ بِالْهَدَايَا فَقَالَ: لَا أَرَبَ لِي بِهَدَايَاكُمْ، تَعْلَمُونَ مَعْشَرَ الْيَهُودِ مَا خَلَقَ اللَّهُ قَوْمًا أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْكُمْ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ قَوْمًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ قَوْمٍ خَرَجْتُ مِنْهُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا يَحْمِلُنِي حُبُّهُمْ وَلَا بُغْضِي إِيَّاكُمْ أَنْ لَا تَكُونُوا فِي الْحَقِّ عِنْدِي سَوَاءً. وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ قَدْ أَعْطَاهُمُ النَّخْلَ يُسَاقُونَهَا عَلَى النِّصْفِ، فَخَرَصَهَا ابْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا خَرَصَهَا قَالَ: اخْتَارُوا، فَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُمُوهُ بِمَا خَرَصْتُ، وَإِلَّا أَخَذْنَاهُ. فَقَالُوا: هَذَا هُوَ الْعَدْلُ، بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ "

1 / 179