102

120...فى سنة اربع وثلاثين وسبعمائة بعد تواتر أمطار عظيمة وعلا الماء من جنبى السد من دونه مما يلى جبل عين وغيره فجاء سيل (ق 131) طام لا يوصف مجراه على مشهد حمزة رضى الله تعالى عنه وحفروا واديا آخر قبلى جبل عين وبقى المشهد وجبل عين وسط السيل أربعة أشهر ولو زاد الماء مقدار ذراع وصل الى المدينة الشريفة.

قال رحمه الله تعالى وكنا نقف خارج باب البقيع على التل الذى هناك فنراه ونسمع خريره ثم استقر في الوادى بين القبلى الذى أحدثته النار والشمالى قريبا من سنة وكشف عن عين قديمة قبل الوادى فجددها الأمير ودى بن جماز أمير المدينة الشريفة في ولايته.

انتهى.

رجعنا الى المقصود قال الشيخ جمال الدين: ولما ابتدأوا بالعمارة قصدوا ازالة ما وقع من السقوف على القبور المقدسة فلم يجسروا ورأوا من الرأى أن يطالعوا الامام المستعصم في ذلك وكتبوا اليه فلم يصل اليهم جواب وحصل للخليفة المذكور شغل باستيلاء التتار على بلادهم تلك السنة فتركوا الردم وأعادوا سقفا فوقه على رؤوس السوارى التى حول الحجرة الشريفة، فان الحائط الذى بناه عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه حول بيت النبى صلى الله عليه وسلم بين هذه السوارى التى حول بيت النبى صلى الله عليه وسلم يبلغ به السقف (ق 132) الأعلى بل جعلوا فوق الحائط وبين السوارى الى السقف شباكا من خشب يظهر من تأمله من تحت الكسوة على دوران الحائط جميعه لأنه أعيد بعد الاحتراق على ما كان عليه قبل ذلك وسقفوا في هذه السنة وهى السنة خمس وخمسين الحجرة الشريفة وما حولها الى الحائط الشرقى الى باب جبريل عليه السلام ومن جهة المغرب الروضة الشريفة جميعها الى المنبر المنيف.

ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة فكان في المحرم منها واقعة بغداد وقتل الخليفة المذكور ووصلت الآلة من مصر وكان المتولى بها تلك السنة الملك المنصور على ابن عبد الملك المعز بن أيبك الصالحى فأرسل الآلات والأخشاب فعملوا الى باب السلام ثم عزل صاحب مصر المذكور وتولى مكانه مملوك أبيه الملك المظفر سيف الدين قطز...

Page 120