90

Tarikh Khulafa

تاريخ الخلفاء

Investigator

حمدي الدمرداش

Publisher

مكتبة نزار مصطفى الباز

Edition Number

الطبعة الأولى

فلان المخزومي، فقلت له: أرغبت عن دين آبائك واتبعت دين محمد؟ فقال: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقًّا مني، قلت: ومن هو؟ قال: أختك وختنك، فانطلقت، فوجدت الباب مغلقًا، وسمعت همهمة ففتح لي الباب، فدخلت، فقلت: ما هذا الذي أسمع عندكم؟ قالوا: ما سمعت شيئًا، فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأس ختني، فضربته ضربة فأدميته، فقامت إلي أختي فأخذت برأسي، وقالت: قد كان ذلك على رغم أنفك، فاستحييت حين رأيت الدماء، فجلست وقلت: أروني هذا الكتاب، فقالت أختي: إنه لا يمسه إلا المطهرون، فإن كنت صادقًا فقم واغتسل، فقمت واغتسلت وجئت فجلست فأخرجوا إلي صحيفة فيها: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فقلت: أسماء طيبة طاهرة: ﴿طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ [طه: ١، ٢] إلى قوله: ﴿لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ قال: فتعظمت في صدري، وقلت: من هذا فرت قريش، فأسلمت وقلت: أين رسول الله ﷺ؟ قالت: فإنه في دار الأرقم، فأتيت الدار، فضربت الباب، فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر، قال: وإن كان عمر، افتحوا له الباب، فإن أقبل قبلنا منه، وإن أدبر قتلناه، فسمع ذلك رسول الله ﷺ فخرج فتشهد عمر، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل مكة، قلت: يا رسول الله ﷺ ألسنا على حق؟ قال: "بلى" قلت: ففيم الإخفاء؟ فخرجنا صفين أنا في أحدهما وحمزة في الآخر حتى دخلنا المسجد، فنظرت قريش إليّ وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة شديدة، لم يصبهم من قبل مثلها، فسماني رسول الله ﷺ الفاروق يومئذ؛ لأنه أظهر الإسلام وفرق بين الحق والباطل١. وأخرج ابن سعد عن ذكوان قال: قلت لعائشة: من سَمّى عمر الفاروق؟ قالت: النبي ﷺ. وأخرج ابن ماجه والحاكم عن ابن عباس ﵄ قال: لما أسلم عمر نزل جبريل، فقال: يا محمد! لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر٢. وأخرج البزار والحاكم وصححه ابن عباس ﵄ قال: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم اليوم منا، وأنزل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين﴾ [الأنفال: ٦٤] . وأخرج البخاري عن ابن مسعود ﵁ قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر٣. وأخرج ابن سعد والطبراني عن ابن مسعود ﵁ قال: كان إسلام عمر فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، وكانت إمامته رحمة، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي إلى البيت حتى

١ أخرجه أبو نعيم في الحلية "٤٠/١". ٢ أخرجه ابن ماجه "١٠٣/١"، والحاكم في المستدرك "٨٤/٣"، وقال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: عبد الله ضعفه الدارقطني. ٣ أخرجه البخاري "٣٦٨٤/٧".

1 / 93