بسم الله الرحمن الرحيم
ولاية عقبة بن نافع (1)- (رحمه الله)
رحل عقبة من الشام، ولما مر على مسلمة (2) بمصر اعتذر إليه من فعل أبى المهاجر (3)، وأقسم بالله: لقد خالف رأيه فيما صنع، وأنه وصاه به، وأمره بتقوى الله وحسن السيرة، وأن يعزل عقبة أحسن عزل، فإن أهل بلده يحسنون القول فيه، فخالفنى وأساء عزلك، فقبل منه عقبة، ومضى سريعا لحنقه على أبى المهاجر، حتى قدم إفريقية، فأوثق أبا المهاجر فى الحديد، وأمر بخراب مدينته، ورد الناس إلى القيروان (4)، وركب فى وجوه العساكر من التابعين والعباد، فدار بهم حول مدينة القيروان وهو يدعو لها ويقول: «يا رب املأها فقها وعلما، واعمزها بالمطيعين والعابدين، واجعلها عزا لدينك، وذلا لمن كفر بك، وأعز بها الإسلام، وامنعها من جبابرة الأرض».
(ثم عزم) عقبة على الغزو فى سبيل الله، وترك بها جندا من المسلمين، واستخلف عليهم زهير بن قيس (5)، ودعا أولاده فقال لهم: «إنى بعت نفسى من الله عز وجل أن
Page 41